يُعتبر مسجد جواثا هو أحد مساجد المرحلة الثانية لمشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، والتي تضم 30 مسجدًا.
تاريخ المسجد
يعود تاريخ بناء المسجد إلى العام السابع للهجرة في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية، وهو يجمع بين التاريخ الإسلامي والإرث العمراني الأصيل.
ويُعد جواثا ثاني مسجد صُليت فيه صلاة الجمعة في الإسلام، بعد أول جمعة شهدها مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، كما أنه أحد المساجد التي تتميز بطرازها المعماري وأقواسه الداخلية ومحاربه ونوافذه وأبوابه.
وتم تأسيسه على يد بني القيس، بعد وفادتهم الثانية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما كانت جواثا عاصمة مدينة هجر القديمة إبان ظهور الإسلام.
ويتشابه المسجد في عمارته مع مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحتوي على ثلاثة أروقة وتقسيم مرتبط بالمناخات المختلفة طوال العام، ويمتاز بقرب عناصره المعمارية من المقياس الإنساني وهو ما سيحتفظ به مشروع التطوير.
ملامح التطوير
ويتضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان تطوير مسجد جواثا الذي تبلغ مساحته 205.5 م2، وتصل طاقته الاستيعابية إلى 170 مصليًا قبل وبعد التطوير.
ويتم التطوير على الطراز المعماري للمنطقة الشرقية الذي يناسب طبيعة المنطقة الساحلية ومناخها الحار، الذي يتطلب جودة التهوية من خلال النوافذ والفتحات والشرفات وسعة الأفنية.
وتشمل المرحلة الثانية لمشروع التطوير 30 مسجداً في جميع مناطق المملكة الـ13، بواقع 6 مساجد لمنطقة الرياض، و5 مساجد في منطقة مكة المكرمة، و4 مساجد في منطقة المدينة المنورة.
كما تتضمن 3 مساجد في منطقة عسير، ومسجدان في المنطقة الشرقية، ومثلهما في كل من الجوف وجازان، ومسجدًا واحدًا في كل من الحدود الشمالية، تبوك، الباحة، نجران، حائل، والقصيم.
استراتيجية المشروع
يستهدف مشروع تطوير المساجد التاريخية تحقيق التوازن بين معايير البناء القديمة والحديثة، بطريقة تمنح مكونات المساجد درجة مناسبة من الاستدامة، وتدمج تأثيرات التطوير بمجموعة من الخصائص التراثية والتاريخية.
وتُجرى علميات التطوير من قبل شركات سعودية متخصصة في المباني التراثية وذوات خبرة في مجالها، إلى جانب إشراك المهندسين السعوديين للتأكد من المحافظة على الهوية العمرانية الأصيلة لكل مسجد منذ تأسيسه.
وجاء إطلاق المرحلة الثانية من المشروع، بعد الانتهاء من المرحلة الأولى التي شملت إعادة تأهيل وترميم 30 مسجدًا تاريخيًا في 10 مناطق.
وينطلق المشروع من 4 أهداف استراتيجية، تشمل تأهيل المساجد التاريخية للعبادة والصلاة، واستعادة الأصالة العمرانية للمساجد التاريخية، وإبراز البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، وتعزيز المكانة الدينية والثقافية للمساجد التاريخية.
وإجمالًا يستهدف المشروع إبراز البُعد الثقافي والحضاري للمملكة الذي تركز عليه رؤية 2030، عبر المحافظة على الخصائص العمرانية الأصيلة والاستفادة منها في تطوير تصميم المساجد الحديثة.
حكاية “مسجد الجمعة”.. أول مسجد صلى فيه المصطفى بعد هجرته
لماذا أُعيد بناء مسجد القبلي ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية؟