يحذّر بنك “JPMorgan Chase” الأمريكي من تراكم الانهيارات المصرفية بجانب الصدمات الجيوسياسية وحالة عدم اليقين بشأن السياسة النقدية لدى البنوك المركزية، والتي قد تتسبب في حدوث ما يسمى بـ”لحظة مينسكي” في الأسواق، فماذا يقصد بهذا المصطلح؟
ما هي لحظة مينسكي؟
تعرف لحظة مينسكي بأنها انهيار مفاجئ وكبير لقيم الأصول بما يمثل نهاية مرحلة نمو أسواق الائتمان أو النشاط التجاري، وأشار ماركو كولانوفيتش، رئيس استراتيجية السوق لدى المصرف الأمري كي، إلى زيادة احتمالات حدوث لحظة مينسكي في الأسواق.
وأضاف: “حتى إذا تمكن محافظو البنوك المركزية بنجاح من احتواء العدوى، فإن شروط الائتمان يبدو وأنها ستتشدد بسرعة أكبر بسبب الضغوطات من المنظمين والأسواق”.
وقال كولانوفيتش: “بدأت التصدعات في أساسيات الائتمان في أمريكا بالظهور، كما أن الضغوط الحالية في الأسواق المالية سيكون لها تأثيرًا ملموسًا على السياسة النقدية لبعض الوقت في المستقبل”.
انهيار بنك سيليكون فالي يدق ناقوس الخطر
تتصاعد تلك المخاوف بعد انهيار بنك “سيليكون فالي”، وهو المقرض الرئيس لقطاعي التقنية والشركات الريادية الناشئة، وترتيبه الـ 17 بين أكبر البنوك الأمريكية من حيث حجم الميزانية.
بنك سيليكون فالي الذي يملك نحو 209 مليارات دولار من الأصول، ونحو 175 مليار دولار من الودائع، أعلنت إدارته في 8 مارس الحالي بيع 21 مليار دولار من الاستثمارات، وهو ما أدى إلى خسائر بنحو 1.8 مليار دولار.
فاجأ البنك مستثمريه بالحاجة لجمع 2.25 مليار دولار لدعم ميزانيته، مما تسبب في ردة فعل سلبية للمودعين، وازداد الغموض مع كشف الرئيس التنفيذي للبنك، غريغ بيكر، عن سعيه لاقتراض 15 مليار دولار أكثر مما كان مخططًا له في الأصل.
برّر البنك خطواته بتأثره سلبا برفع أسعار الفائدة وضغوط السوق الأخرى وانخفاض أسعار السندات.
ردة فعل المستثمرين والعملاء وموجة السحب تسببت في تراجع سهم البنك في تداول الخميس 9 مارس، بنحو 60% وبـ 20% في تداول بعد السوق.
جاء قرار الجهات المنظمة للخدمات المصرية، يوم الجمعة 10 مارس، بوقف التداول في أسهم البنك وحجز ودائع العملاء، واعتُبر أكبر فشل مؤسسي تواجهه السلطات المالية الأمريكية منذ الأزمة العالمية في 2008.
فيديو| هل تصل عدوى الإفلاس إلى المصارف الخليجية؟.. خبير مالي يُجيب
