سياسة

رغم اختلاف المبادئ.. ما فائدة دعم الصين لروسيا في هذا التوقيت؟

أوضح رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية، الدكتور ماجد التركي، المكاسب التي تتوقع الصين أن تجنيها من دعمها لروسيا، في الوقت الذي تواجه فيه الأخيرة عقوبات وتهديدات من “الغرب”، بسبب حربها في أوكرانيا.

اختلاف المبادئ في مقابل اتفاق المصالح

قال الدكتور ماجد التركي، في مقابلة مع برنامج “هنا الرياض” على قناة الإخبارية، إن “الصين وروسيا شركاء في مسارين رئيسين، أولهما المصالح الثنائية، وثانيهما مواجهة الخصوم. بالنسبة للمسار الأول التقاء الكبار يتعارض مع المصالح الاستراتيجية لكل منهما كطرف مستقل”.

وأوضح: “الصين وروسيا قبل سقوط الاتحاد السوفيتي شيء وبعد سقوطه شيء آخر مختلف؛ لأن روسيا الحالية، وإن كانت دولة مدنية علمانية، ولكن لها عمق أرثوذكسي، يوجه كثير من المسارات حتى التخطيط الاستراتيجي، ومن يراجع طروحات المفكرين الروس، على سبيل المثال ألكسندر دوجين، يلاحظ أن البعد الديني الاستراتيجي حاضر”.

وتابع: “في المقابل الصين، لها بعد آخر مختلف بعد انفكاك المكونين السوفيتي والصيني أصبح لها أجندة نوعًا ما مختلفة عن الأجندة الروسية، لذا نلاحظ أنه في المسار الثنائي لم تلتق الصين وروسيا في طريق الحرير مع بدايتها المبكرة إلا في مايو 2015. الآن يتقاطع سلبيًا مع الأوراسية الروسية التي تريد أن تتمدد في أوراسيا”.

وواصل: “الأوراسية هي عمق استراتيجي صيني”، متسائلًا: كيف ستلتقي المصلحة الوطنية الصينية مع المصلحة الوطنية الروسية؟

أجاب التركي على سؤاله بالقول إنه: “وإن كانت هناك إشكالية في اختلاف المصالح، ولكن الاستراتيجية التكتيكية تلتقي فيها مصالحهما في بناء شراكات اقتصادية فيما نسميه محور الشرق، الذي يواكب النظام التقليدي الاقتصادي العالمي الذي يديره الغرب. بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في ديسمبر 1991 تفرد النظام الرأسمالي بقيادة المشهد الاقتصادي بعد سقوط النظام الاشتراكي”.

هل يجرؤ “بوتين” على زيارة الصين؟

وعند سؤاله إن كانت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لروسيا مؤشر على انتهاء عزلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال الدكتور ماجد التركي: “عزلة الرئيس الروسي إذا خرج خارج أرضه. وقد يحدث، حيث الرؤساء أقل من الرئيس الروسي متهمون في جناية دولية ويتجولون في أنحاء العالم”.

وأضاف: “الإشكالية في موضوع محكمة الجنايات الدولية هي أنها بمثابة فقاعة إعلامية، فعندما تحركت قبل عدة سنوات وقالت سيكون هناك تحقيقات فيما يتصل بالجرائم الأمريكية في أفغانستان تم تهديد القضاة وتراجعوا. اللعب مع الكبار شكليات أكثر منه أمر واقعي”.