تواجه أوكرانيا تحديات كبرى مع اقتراب تولي دونالد ترامب الرئاسة. التغيرات المحتملة في السياسة الأمريكية قد تؤثر بشكل مباشر على أمن أوروبا واستقرارها، مع تداعيات تمتد إلى التوازن الدولي. كيف يمكن للغرب أن يتعامل مع هذا التحدي الجديد؟ كذلك كيف يمكن لترامب الخروج بدون خسائر من التداعيات المحتملة والمستجدات غير المتوقعة.
ترامب أبدى معارضة واضحة لحلف الناتو، وهو ما قد يؤدي إلى تقليل الدعم الأمريكي العسكري والاقتصادي لأوكرانيا. هذا التحول قد يشجع الدول الأوروبية على إعادة علاقاتها التجارية مع روسيا، مما يقلل من دعمها المالي لأوكرانيا.
على الجانب الآخر، قد تؤدي المفاوضات بين ترامب وبوتين إلى تقديم تنازلات كبيرة لصالح روسيا. إذا لم تعد واشنطن ترى أهمية الدفاع عن أوكرانيا، فقد تصبح شروط الاستسلام بالنسبة لكييف أمرًا لا مفر منه.
منذ الحرب العالمية الثانية، كان السلام في أوروبا أمرًا حيويًا للمصالح الأمريكية. أي ضعف يُظهره الناتو أو الولايات المتحدة في أوروبا قد يشجع الصين على اتخاذ خطوات عدائية في مناطق مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي.
إدارة بايدن السابقة فشلت في تقديم استراتيجية فعالة لدعم أوكرانيا. الدعم العسكري كان محدودًا ومشروطًا بنقاشات طويلة، مما ساهم في الجمود الحالي على ساحة المعركة. هذا الأداء الضعيف قد أعطى انطباعًا بأن المصالح الغربية في أوكرانيا ليست أساسية.
إنشاء منطقة منزوعة السلاح يخدم فقط مصالح موسكو ويجعل الأراضي الأوكرانية المتنازع عليها عرضة للضياع.
يجب أن تبقى أوكرانيا حرة في الانضمام إلى الناتو أو أي تحالفات أخرى دون قيود روسية.
نشر قوات حفظ السلام، سواء تحت مظلة الأمم المتحدة أو الناتو، قد يؤدي إلى تجميد النزاعات بدلًا من حلها. التجارب في قبرص ومرتفعات الجولان تُظهر أن هذه الإجراءات لا تحل جذور المشكلة. في حالة أوكرانيا، قد يعني ذلك خسارة دائمة لأراضيها.
مع التغيرات المتوقعة في السياسة الأمريكية، يبدو مستقبل أوكرانيا مليئًا بالتحديات. ومع ذلك، يجب أن يكون هناك موقف غربي موحد لضمان عدم تقديم تنازلات تجعل الوضع أسوأ. دعم أوكرانيا ليس فقط التزامًا أخلاقيًا، بل أيضًا ضرورة استراتيجية للحفاظ على استقرار أوروبا والعالم.
