بات أول حاسوب من نوعه يعمل بخلايا الدماغ العصبية البشرية إلى جانب السيليكون متاحًا للشراء، بعد الإعلان عنه في مارس الماضي. ويُعتبر جهاز CL1 الذي أطلقته شركة كورتيكال لابز الناشئة هو “أول حاسوب بيولوجي في العالم”، إذ يجمع بين علم الأحياء والتقنية في تكوينه.
يعتمد الحاسوب بالأساس على خلايا عصبية مشتقة من الخلايا الجذعية للبشر يتم زرعها على شريحة برمجية من السيليكون، ما يُسهّل التواصل الدقيق بين الأنظمة البيولوجية والرقمية. وتُرسل هذه الشريحة نبضات كهربائية من وإلى الخلايا العصبية لتدريبها على إظهار السلوكيات المرغوبة. وباستخدام نظامٍ مماثل، درّبت شركة كورتيكال لابز DishBrain (الجهاز السابق لـ CL1) على لعب لعبة الفيديو بونغ.
ويدعم هذا الجهاز نظامًا متطورًا يعمل على إبقاء الخلايا العصبية البشرية حية مدة تصل إلى 6 أشهر، كما يوفر واجهة برمجة تطبيقات (API) بلغة بايثون لتحسين قابلية البرمجة والتخصيص. وقالت الشركة المطورة للحاسوب إن هذا الابتكار الذي لا يتجاوز حجمه حجم صندوق الأحذية، يمكن أن يستخدم في نمذجة الأمراض واكتشاف الأدوية. ومن أبرز مميزاته الحفاظ على الطاقة مقارنة بأنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى، إذ لا يستخدم سوى واط واحد فقط من الطاقة.
ولا يزال علماء مختبرات كورتيكال يعملون على تصميم نظام يُمثل بدقة أنواع ووظائف خلايا الدماغ البشري المختلفة بأقل عدد ممكن من الخلايا. لكن أدوات مثل CL1 قد تساعد الباحثين على تطوير علاجات لأمراض الدماغ من خلال دراسة كيفية تعلم النظام للمعلومات ومعالجتها. وأضاف كاجان: “أن الغالبية العظمى من الأدوية المستخدمة لعلاج الأمراض العصبية والنفسية والتي تدخل مرحلة الاختبارات السريرية تفشل، وذلك لأن هناك الكثير من الفروق الدقيقة عندما يتعلق الأمر بالدماغ – ولكن يمكنك بالفعل رؤية هذه الفروق الدقيقة عندما تختبرها باستخدام هذه الأدوات”.
أثار تطوير هذا الحاسوب الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي البيولوجي، مخاوف العلماء من وجود انتهاكات أخلاقية بسبب وجود خلايا عصبية بشرية في تكوينه، على الرغم من أن DishBrain وCL1 أقل تعقيدًا من الأدمغة البشرية، إلا أن هذه التقنية أثارت جدلًا حول طبيعة الوعي وإمكانية تجربة الذكاء البيولوجي الاصطناعي في المستقبل للمعاناة.
ولكن الباحثة في الخلايا الجذعية في معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا، سيلفيا فيلاسكو، والتي لم تشارك في تطوير CL1 ترى أن هذه المخاوف في غير محلها، مؤكدة أن عدم استخدام التقنيات والأنظمة الواعدة في علاج أمراض الدماغ قد تكون فرصة ضائعة. وأضافت: “لكن في الوقت نفسه، من المهم أن نقيّم ونتوقع المخاوف المحتملة التي قد يثيرها استخدام هذه النماذج”. وبحسب ما أورده موقع “نيو أطلس” فإن سعر الحاسوب سيبلغ نحو 35 ألف دولار أمريكي، وسيكون متاحًا على نظام واسع بحلول نهاية عام 2025.
اقرأ أيضًا:
شريحة إيلون ماسك تُعيد لمريض قدرته على الكلام
أكثر المهارات المطلوبة في وظائف الذكاء الاصطناعي
إنفوجرافيك| عدد تنزيلات تطبيق ChatGPT حول العالم منذ مطلع 2025