واصلت أرباح البنوك السعودية تسجيل أرقام غير مسبوقة خلال الربع الأول من عام 2025، حيث بلغت 22.3 مليار ريال، في خامس فصل على التوالي تشهد فيه البنوك السعودية أداءً تاريخيًا.
ويعكس هذا النمو المتواصل قوة القطاع المصرفي رغم التحديات الاقتصادية العالمية، حيث ارتفعت أرباح البنوك السعودية بنسبة 18.6% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، ونحو 7% على أساس فصلي، مدعومة بتحسن صافي دخل العمولات وانخفاض المخصصات، رغم تباطؤ نمو الودائع.
جاءت النتائج المالية للبنوك أعلى من متوسط توقعات المحللين بنسبة 8%، بفضل تحسن أداء دخل العمولات وتراجع المخصصات، مما عزز استقرار هامش صافي الدخل. وأظهر بنك “بي إس إف” أداءً لافتًا حيث تجاوز التوقعات بنسبة 14%، نتيجة لارتفاع صافي العمولات ونمو القروض الموجهة للقطاع المؤسسي. كذلك تفوق البنك الأهلي بنسبة 10% على التوقعات.
وفي المقابل، جاءت نتائج مصرف الإنماء وبنك البلاد دون التوقعات، متأثرة بارتفاع تكلفة الأموال واستمرار تقديم عوائد مرتفعة لجذب الودائع.
تصدّر مصرف الراجحي قائمة البنوك من حيث نمو الأرباح، محققًا قفزة بنسبة 34%، وهي الأعلى منذ عام 2021، بفضل استمرار نمو القروض واستقرار دخل الرسوم والعمولات، وفي المقابل، حقق البنك “الأول” نمواً طفيفًا بنسبة 5% فقط، نتيجة تباطؤ الإيرادات وضعف محفظة التمويل.
انخفض هامش صافي الفوائد إلى 51.5%، مقارنة بـ52.7% في الربع السابق. وكان البنك السعودي للاستثمار الأكثر تأثرًا، حيث انخفض الهامش إلى 39% بسبب ارتفاع مصاريف الفوائد.
من جهة أخرى، سجلت الودائع نموًا بنسبة 6% فقط، وهو أبطأ نمو منذ خمسة فصول. تصدّر مصرف الإنماء هذه القائمة بنسبة نمو بلغت 15.8%، تلاه البنك الأول ثم بنك الاستثمار.
مع تحوّل البنوك من تقديم قروض بفوائد تنافسية إلى طرح منتجات ادخارية أكثر جاذبية، أصبحت المنافسة على استقطاب العملاء أكثر شراسة، وتراجعت ودائع البنك الأهلي بنسبة 4.6%، ما أثر سلبًا على حصته السوقية.
في ضوء هذه المؤشرات، تؤكد أرباح البنوك السعودية قدرتها على تجاوز التحديات والتكيف مع ديناميكيات السوق، مما يعزز الثقة في استدامة النمو خلال الفترة المقبلة.
ومن المتوقع أن تظل أرباح البنوك السعودية في دائرة الضوء كأحد أبرز مؤشرات قوة الاقتصاد المحلي، رغم الضغوط على هوامش الفائدة ونمو الودائع.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| القطاع المالي في 2024.. بين المستهدف والمتحقق
إنفوجرافيك| رحلة صعود الاستثمارات الأجنبية في المملكة منذ رؤية 2030