أعلنت عائلة فيرجينيا جيوفري، أحد أبرز الناجيات والمبلغات في قضايا الاستغلال الجنسي التي تورّط فيها الملياردير الأمريكي الراحل جيفري إبستين، عن وفاتها منتحرة في منزلها بغرب أستراليا، عن عمر يناهز 41 عامًا.. وأكدت الشرطة الأسترالية أن الوفاة لا تُعد مثيرة للريبة، وجرى فتح تحقيق تحت إشراف وحدة الجرائم الكبرى.
برز اسم فيرجينيا جيوفري عالميًا منذ عام 2015، عندما خرجت عن صمتها وتخلت عن حقها في إخفاء الهوية لتكشف تفاصيل استغلالها الجنسي في سن المراهقة.
ووجهت اتهامات صريحة إلى إبستين وشريكته الاجتماعية البريطانية غيلين ماكسويل، بل وذهبت إلى أبعد من ذلك عندما اتهمت الأمير أندرو، دوق يورك، بالاعتداء عليها جنسيًا عندما كانت في سن 17 عامًا.
رغم نفي الأمير أندرو المستمر لهذه الادعاءات، إلا أنه توصّل إلى تسوية قانونية معها خارج المحكمة في عام 2022، تضمنت “تبرعًا ماليًا كبيرًا” لصالح مؤسستها الداعمة لضحايا الاتجار بالبشر، دون اعتراف بالذنب.
وصفت عائلة فيرجينيا جيوفري في بيان لها أنها كانت “محاربة شرسة ضد الاستغلال الجنسي والاتجار بالبشر”، وأكدت أن “عبء التجربة كان أثقل من أن تتحمله”، حيث تركت خلفها ثلاثة أطفال، وحياة مليئة بالكفاح والدفاع عن الضحايا.
وقالت المتحدثة باسمها، ديني فون موفلينغ، إن جيوفري كانت “من أكثر الأشخاص إلهامًا وإنسانية”، مضيفة: “كانت منارة أمل للضحايا في جميع أنحاء العالم، وكان لي شرف تمثيلها طوال هذه السنوات”.
ولدت فيرجينيا جيوفري في الولايات المتحدة وعاشت طفولة صعبة شهدت تعرضها للاستغلال في سن مبكرة، بدأت قصتها مع إبستين عندما قابلت ماكسويل في العام 2000، لتُستدرج لاحقًا إلى عالم من الانتهاكات والانتهاك الجسدي والنفسي من قبل شخصيات نافذة حول العالم.
وفي عام 2015، أسست مؤسسة SOAR لمناصرة ضحايا الاتجار بالبشر، وصرّحت في أحد لقاءاتها: “أنا لم أعد الفتاة الصغيرة الضعيفة التي يمكن التلاعب بها، بل أصبحت ناجية، ولن يستطيع أحد أن يسلبني ذلك”.
رغم أن جيفري إبستين انتحر عام 2019 أثناء احتجازه في سجن بمدينة نيويورك، ما زال الغموض يكتنف قضيته وسط اتهامات بأن موته جاء لإسكات أسرار تورّط شخصيات بارزة.
وأثارت وفاة فيرجينيا جيوفري المفاجئة صدمة في الأوساط الحقوقية، لتُعيد الجدل مجددًا حول مدى تأثير الانتهاكات الجنسية طويلة الأمد على الضحايا.