ودع رؤساء وأفراد من العائلة المالكة وأفراد من عامة الشعب البابا فرنسيس، السبت، في مراسم جنازة مهيبة جرت في ساحة القديس بطرس الشاسعة.
وقدر الفاتيكان أن أكثر من 250 ألف شخص حضروا الحفل كما اكتظت الساحة والطرق المحيطة بها.. وكان البابا الأرجنتيني، الذي حكم لمدة 12 عامًا، قد تُوفي عن عمر ناهز 88 عامًا بعد إصابته بسكتة دماغية.
بعد الجنازة، وبينما كانت أجراس كنيسة القديس بطرس تدق حدادًا، وُضع النعش على سيارة بابوية مفتوحة السقف لتنقله إلى كنيسة القديسة مريم الكبرى التي تقع خارج أسوار الفاتيكان في وسط روما.
عادة ما يُدفن الباباوات في مدينة الفاتيكان، أسفل كاتدرائية القديس بطرس. لكن البابا فرنسيس سيكون أول بابا يُدفن خارج الفاتيكان منذ أكثر من 100 عام.
وكان البابا فرنسيس قد طلب قبرًا بسيطًا على بُعد بضعة كيلومترات في كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري، المعروفة أيضًا باسم كاتدرائية القديسة مريم الكبرى.
وقدر عدد الحشود، بحسب تقديرات الشرطة، بنحو 150 ألف شخص، على طول الطريق الممتد إلى سانت ماري ماجور والذي يبلغ طوله 5.5 كيلومتر.
قال البابا فرنسيس في وصيته التي أصدرها الفاتيكان: “يجب أن يكون القبر في الأرض، بسيطًا، بلا زخارف خاصة، وعليه نقش وحيد: فرنسيسكوس“، وأضاف أن تكاليف دفنه ستُغطى “بمبلغ يُقدمه فاعل خير”.
على الرغم من دفن سبعة باباوات آخرين في كنيسة سانتا ماريا ماجوري، سيكون فرنسيس أول بابا لا يُدفن في كنيسة القديس بطرس منذ ليون الثالث عشر، الذي توفي عام 1903 ودُفن في كنيسة سان جيوفاني في لاتيرانو، وكان آخر بابا يُدفن في كنيسة سانتا ماريا ماجوري هو البابا كليمنت التاسع، عام 1669.
وهذه ليست المرة الوحيدة التي يكسر فيها البابا التقاليد: فقد رفض فرنسيس أيضًا العيش في القصر الرسولي، المقر البابوي الرسمي، واختار عوضًا عن ذلك العيش في شقة صغيرة في دار الضيافة في الفاتيكان، سانتا مارتا.
تقع كنيسة سانتا ماريا ماجوري على قمة إحدى التلال السبعة التي بُنيت عليها روما القديمة، وهي واحدة من 4 كنائس بابوية، برج جرسها هو الأطول في العاصمة الإيطالية، حيث يصل ارتفاعه إلى 246 قدمًا، وموقعها على التل يجعلها أعلى نقطة في المدينة.
وتتمتع الكنيسة منذ فترة طويلة بأهمية خاصة بالنسبة للبابا فرنسيس، الذي اعتاد زيارتها صباح يوم الأحد لتكريم العذراء مريم.
من الواضح أن هذا المكان قريب من قلبه، حيث بدأ فيه فرنسيس أول يوم كامل له كزعيم للكنيسة الكاثوليكية في عام 2013، وهو أيضًا المكان الأول الذي زاره بعد مغادرته المستشفى الشهر الماضي، حيث قدم الزهور لوضعها أمام أيقونة العذراء مريم قبل العودة إلى مقر إقامته في الفاتيكان.
