عندما نفكر في الطعام، فإن أول ما يخطر في بالنا هو الطعم والرائحة وربما طريقة التقديم، لكن في بعض الأحيان، يخفي الاسم نفسه قصة كاملة تتجاوز المكونات والطهو.
فقد ارتبطت بعض الأطعمة الشهيرة بأسماء أشخاص تركوا بصمة في التاريخ ليس من خلال السياسة أو الفن أو العلم، بل من خلال أطباق تحمل أسماءهم وتُروى بها حكاياتهم.
في هذا التقرير، نستعرض عشرة أطعمة سُميت على أسماء شخصيات حقيقية بعضها معروف، والبعض الآخر قصته قد تُفاجئك.
في قلب روما، وقبل أكثر من قرن، واجه ألفريدو دي ليليو تحديًا منزليًا، حيث كانت زوجته الحامل ترفض الطعام، فدخل المطبخ وابتكر طبقًا بسيطًا من المعكرونة بالزبدة والجبن، لكن طعمه كان كافيًا ليعيد شهيتها.
لاحقًا، قدمه لنجمي هوليوود دوغلاس فيربانكس وماري بيكفورد اللذين أحبّاه وعرّفاه على نخبة هوليوود، ليصبح طبق “فيتوتشيني ألفريدو” اسمه الخالد.
على عكس الشائع، لم تُسمَّ سلطة سيزر نسبةً إلى القائد الروماني، بل إلى الطاهي الإيطالي “سيزر كارديني” الذي ابتكرها بمحض الصدفة عام 1924 في مطعمه بمدينة تيخوانا المكسيكية.
في أحد أيام الصيف المزدحمة ونفاد المكونات، جمع كارديني ما تبقى لديه وابتكر السلطة التي أصبحت أسطورة، وتخلى سيزر لاحقًا عن المطاعم وكرّس حياته لتسويق صلصته الشهيرة.
رغم الاتفاق على أن الطبق الروسي الشهير “ستروجانوف” سُمي على اسم أحد أفراد عائلة ستروجانوف الأرستقراطية، إلا أن هوية الشخص تحديدًا محل جدل.
هل هو ألكسندر المضيف الفخم؟ أم غريغوري الذوّاق البسيط؟ أم بافيل الداعم لسلطة القيصر؟ أياً كان، فقد حُفرت العائلة في ذاكرتنا بطبق دسم من اللحم والكريمة.
في مطعم أنطوان الشهير بنيو أورلينز، طُبخت صلصة خضراء غنية فوق محار محلي، فقرر الطهاة أن اسم “روكفلر” – رجل النفط الأغنى في أمريكا – سيكون خير تعبير عن ثراء الطعم واللون.
واليوم، لا يزال هذا الطبق يُقدّم بنفس الاسم كتقدير رمزي لرفاهية الطعم وثروة صاحبه الاسمية.
ابتُكر طبق كارباتشيو – اللحم النيء المقطع رقيقًا – استجابة لطلب زبون لا يستطيع أكل اللحوم المطبوخة.
ولكن اسمه جاء تكريمًا للفنان الفينيسي “فيتوري كارباتشيو”، المعروف بحبه لاستخدام اللون الأحمر في لوحاته، حيث تماهى اللون الأحمر في الطبق مع أسلوب الرسام، فحمل اسمه ليصبح فنيًا بامتياز.
في قلب الحرب الأهلية الأمريكية، ابتكر الطبيب جيمس هنري سالزبوري وصفة من اللحم المفروم لمحاربة الزحار والأمراض المنتشرة بين الجنود.
وعلى الرغم من محدودية المعرفة الطبية في ذلك الوقت، آمن الدكتور سالزبوري بأن اللحوم هي سر الوقاية، فانتشرت “شريحة لحم سالزبوري” كغذاء علاجي ثم تحولت إلى طبق كلاسيكي على مدى أجيال.
خدم دينغ باوزين في الصين خلال القرن التاسع عشر كمسؤول حكومي مرموق، ولقّب بـ”غونغ باو”.
لاحقًا، سُمِّي طبق حار من الدجاج والفلفل تكريمًا له، فأصبح “دجاج كونغ باو” علامة مميزة في المطبخ الصيني حول العالم.
طبق كلاسيكي شهير سُمي تيمنًا بالبحار “بن وينبرغ” الذي اقترح فكرته على مطعم “ديلمونيكو” في نيويورك عام 1876.
بعد خلاف مع المطعم، غُيّر اسم الطبق من “وينبرغ” إلى “نيوبورغ” كإشارة إلى مدينة نيويورك (نيو)، وحذفًا لاسم مبتكره الأصلي.
هناك قصتان مختلفتان حول الطبق، الأولى أنه سُمي تيمنًا بزوجين ثريين في مدينة نيويورك كانا أيضًا من رواد مطعم ديلمونيكو الشهير “السيد والسيدة ليجراند بينيديكت”، ويُقال إنهما طلبا طبقًا جديدًا ومميزًا في أحد الأيام، فجاء هذا الطبق المصنوع من البيض.
أما الرواية الأخرى فتقول أنه سُمي تيمنًا بشاب يدعى ليمويل بنديكت، وُلد في أواخر القرن التاسع عشر، وكان ليمويل شابًا مولعًا بالحفلات، وفي أحد الأيام، دخل فندق والدورف في نيويورك وهو ثمل، بحثًا عن الطعام، ويقال إنه حث الطهاة على ابتكار ما يعرف الآن ببيض بنديكت، ولكن باستخدام لحم مقدد أمريكي، وأن الطبق تطور فيما بعد ليشمل لحم المقدد الكندي بدلًا من الأمريكي، وأصبح من أشهر أطباق الفطور
اخترعها الطاهي المكسيكي “إغناسيو أنايا” (الملقب بـ”ناتشو”) عام 1943 في مدينة بيدراس نيغراس، حيث جمع بين رقائق التورتيلا والجبن والفلفل الحار بشكل عشوائي، لتصبح وجبة سريعة انتشرت عالميًا بسبب بساطتها ولذتها.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
ما أقدم وصفة طعام يعرفها التاريخ؟
