أحدثت واقعة توقيف المذيعة والمنتجة المصرية سارة خليفة صدى واسعًا في الوسط الإعلامي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أعلنت الأجهزة الأمنية بالقاهرة ضبطها بتهمة خطيرة تتعلق بالاتجار في المواد المخدرة.
بحسب مصادر أمنية مطلعة، جرى تنفيذ عملية مداهمة دقيقة داخل شقة فاخرة تقع في حي راقٍ بالعاصمة، وذلك بعد ورود معلومات موثوقة تشير إلى تورط سارة خليفة في أنشطة مشبوهة. وأسفرت العملية عن ضبط المتهمة وبحوزتها كميات من المواد المخدرة يُشتبه في أنها معدة للتوزيع.
وأفادت التحريات الأولية بأن الشقة كانت تُستخدم كمقر لتوزيع المخدرات على عدد من المتعاملين بشكل منتظم، ما دفع الأجهزة المختصة لفتح تحقيق موسع يشمل دائرة معارف المتهمة، بهدف الكشف عن أي شبكة أوسع.
ولدت سارة خليفة في القاهرة عام 1994، وبدأت مسيرتها الإعلامية كمقدمة برامج في قناة ART، ثم التحقت بقناة الشرقية العراقية حيث عملت لعدة سنوات، قبل أن تتحول إلى مجال الإنتاج الفني وتشارك في فعاليات ومؤتمرات ثقافية، من بينها مهرجان الفضائيات العربية ومؤتمر الوحدة العربية.
كما ظهرت في مسلسل كوميدي بعنوان “التكية”، واشتهرت أيضًا بعلاقتها السابقة بلاعب كرة القدم محمود عبد المنعم “كهربا”، والتي انتهت سريعًا بعد زواج لم يدم أكثر من ستة أشهر.
قبل أيام فقط من توقيفها، نشرت سارة صورًا عبر حسابها على إنستغرام من زيارتها لمتحف اللوفر في باريس، معلّقة بجملة لافتة: “أنتِ تستحقي السعادة، لا تسمحي لأحد بأن ينسيكِ ذلك”، ما أثار تفاعلًا واسعًا حينها، وأعاد البعض تفسيره لاحقًا في ظل المستجدات.
فور انتشار نبأ القبض عليها، تفاعل رواد منصات التواصل بكثافة، حيث انقسمت الآراء بين من عبر عن صدمته من تورط شخصية إعلامية شهيرة في قضية بهذا الحجم، وبين من طالب بالتريث وانتظار نتائج التحقيقات القضائية.
قضية سارة خليفة ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها حوادث مشابهة تورط فيها مشاهير عربيًا وعالميًا.
في المغرب، طالت التحقيقات سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي، الذي وُضع على رأس لائحة المتهمين في ما عُرف إعلاميًا بـ”قضية إسكوبار الصحراء”، وهي شبكة دولية للاتجار بالمخدرات. أثارت القضية جدلاً واسعًا في الشارع المغربي، بالنظر إلى مكانة الناصري في المشهد الرياضي والسياسي.
في تونس، أوقفت السلطات مغني الراب المعروف “سمارا” ضمن حملة أمنية موسعة ضد تجار المخدرات، بعد ضبط ممتلكات مشبوهة. وفي لبنان، صدرت مذكرة توقيف غيابية بحق المؤثر المعروف بـ”دكتور فود” بتهمة الترويج للمواد المخدرة.
أما على الساحة الدولية، فقضية المنتج الموسيقي شون “ديدي” كومبس، والمتهم بالاتجار بالمخدرات والبشر، وتنظيم أنشطة غير قانونية، تعد واحدة من أبرز الاتهامات العالمية بشأن المخدرات
تعد تهمة الاتجار في المخدرات من أخطر الجرائم في القانون المصري، ويواجه من يُدان بها عقوبات تصل إلى السجن المؤبد أو حتى الإعدام، بحسب ما تنص عليه المادة 33 من قانون مكافحة المخدرات رقم 182 لسنة 1960.
في ظل تواصل التحقيقات، تبقى الأنظار معلّقة على مصير سارة خليفة، التي تحوّلت من شخصية إعلامية معروفة إلى متهمة في واحدة من أكثر القضايا حساسية داخل المجتمع المصري. وما زال الرأي العام يترقب ما ستسفر عنه التحقيقات، في قضية يتقاطع فيها الإعلام، والمخدرات، والشهرة، في مشهد لا يخلو من الإثارة والقلق.
اقرأ أيضًا:
جهود مكافحة المخدرات في السعودية خلال عام