يوليو ١٥, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
زوكربيرغ يستثمر مليارات الدولارات في الذكاء الاصطناعي الفائق

أعلن مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، يوم الاثنين، عن خطة استثمارية ضخمة تقدر بمئات المليارات من الدولارات لبناء مراكز بيانات عملاقة مخصصة لتحقيق هدف واحد وهو الوصول إلى الذكاء الاصطناعي الفائق. وتأتي هذه الخطوة، التي تشمل بناء العديد من المجمعات الحاسوبية الضخمة، في إطار سباق محموم بين عمالقة التقنية للسيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي، وتؤكد على التزام ميتا بقيادة هذا التحول الجذري.

ويمثل هذا الإعلان تحولًا استراتيجيًا كبيرًا للشركة، حيث تراهن على أن تحقيق الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي الفائق سيولد تدفقات نقدية جديدة من تطبيقاتها ونظاراتها الذكية، ويضمن مكانتها في مواجهة منافسين مثل OpenAI وجوجل.

مشروعات عملاقة لتحقيق الذكاء الاصطناعي الفائق

بحسب رويترز، كشف زوكربيرج عن حجم الطموح الهندسي للمشروع، حيث من المتوقع أن يبدأ تشغيل أول مركز بيانات متعدد الجيغاواط، والذي أطلق عليه اسم “بروميثيوس”، في عام 2026. كما سيتم بناء مركز آخر، يسمى “هايبريون”، سيكون قادرًا على التوسع حتى 5 جيجاواط خلال السنوات القادمة.

ولإعطاء صورة عن حجم هذه المشاريع، قال زوكربيرج في منشور على منصة “ثريدز”: “نحن نبني أيضًا العديد من التجمعات العملاقة. واحدة منها فقط تغطي جزءًا كبيرًا من مساحة مانهاتن”. وتدعم هذه التصريحات تقارير متخصصة تشير إلى أن ميتا في طريقها لتكون أول مختبر للذكاء الاصطناعي يطلق مجموعة حوسبة عملاقة تزيد قوتها عن جيجاواط، وهي خطوة أساسية في رحلة الوصول إلى الذكاء الفائق.

قوة الإعلانات وتمويل رؤية الذكاء الفائق

في مواجهة مخاوف المستثمرين بشأن التكاليف الباهظة لهذه المشاريع، برر زوكربيرج هذا الإنفاق الضخم بقوة أعمال الإعلان الأساسية للشركة. وقال: “لدينا رأس المال من أعمالنا للقيام بذلك”. وبالفعل، حققت ميتا إيرادات بلغت نحو 165 مليار دولار العام الماضي، مما يوفر لها السيولة اللازمة لتمويل هذا الرهان طويل الأمد على الذكاء الفائق.

وقد تفاعل السوق بشكل إيجابي مع هذه التصريحات، حيث ارتفعت أسهم ميتا بنسبة 1%، لتواصل أداءها القوي الذي شهد ارتفاع السهم بأكثر من 20% منذ بداية العام. ويأتي هذا في سياق رفع الشركة لإنفاقها الرأسمالي لعام 2025 إلى ما بين 64 و 72 مليار دولار، بهدف تعزيز قدرتها التنافسية في سباق الذكاء الاصطناعي.

ولم يقتصر استعداد ميتا على بناء البنية التحتية، بل شمل أيضًا إعادة هيكلة داخلية كبيرة. فقد قامت الشركة الشهر الماضي بإعادة تنظيم جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي تحت قسم جديد يسمى “مختبرات الذكاء الفائق” (Superintelligence Labs). وجاءت هذه الخطوة بعد نكسات واجهها نموذج Llama 4 مفتوح المصدر ومغادرة موظفين رئيسيين.

ويقود زوكربيرج شخصيًا ما وُصف بأنه “غارة عدوانية على المواهب” لجذب أفضل المهندسين إلى هذه المختبرات الجديدة، التي سيقودها الرئيس التنفيذي السابق لشركة Scale AI ألكسندر وانج، والرئيس السابق لشركة GitHub نات فريدمان، وذلك بعد أن استثمرت ميتا 14.3 مليار دولار في Scale AI.

رهان طويل الأمد وتحديات داخلية

 يرى المحللون، مثل جيل لوريا من شركة “دي إيه ديفيدسون”، أن هذا الاستثمار الهائل يتجاوز مجرد تحسين أعمال الإعلانات الحالية. وقال لوريا: “على هذا النطاق، يتجه الاستثمار بشكل أكبر نحو المنافسة طويلة الأجل للحصول على نموذج الذكاء الاصطناعي الرائد، وهو ما قد يستغرق بعض الوقت حتى يتحقق”.

وتواجه الشركة أيضًا تحديات داخلية، حيث ذكرت تقارير صحفية أن كبار الأعضاء في وحدة الذكاء الفائق فكروا في التخلي عن نموذج “Behemoth” مفتوح المصدر، وهو الأقوى لدى الشركة، لصالح تطوير بديل مغلق المصدر. وفي النهاية، فإن إعلان زوكربيرج يمثل التزامًا غير مسبوق بالموارد في السباق نحو تحقيق الذكاء الفائق، وتراهن ميتا بكل قوتها على أن السيطرة على الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي ستحدد مستقبل التقنية.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

رسميًا.. جورجي جيسوس يقود النصر لموسم واحد