أعلنت شركة “جوجل” عن خطوة غير مسبوقة، تتيح للأطفال أقل من 13 عامًا التفاعل مع روبوت الدردشة القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي “جيمني”، وذلك اعتبارًا من الأسبوع المقبل. وتستهدف هذه الخدمة الحسابات التي يتم إدارتها من قبل أولياء الأمور عبر أداة “فاميلي لينك”، مما يمنح الأهل إشرافًا مباشرًا على استخدام أطفالهم لهذه التقنية.
أكدت الشركة أن جيمني سيحتوي على طبقات حماية مخصصة للمستخدمين الصغار، وبيّنت أنها لن تستخدم بيانات هؤلاء الأطفال في تدريب نماذجها الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من هذه الإجراءات، ما تزال هناك تساؤلات حول كفاءة هذه الحماية، ومدى قدرة الأطفال على التعامل مع محتوى الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة.
تُثار مخاوف عدة من استخدام الأطفال لأدوات مثل جيمني، خاصة أن روبوتات الدردشة قد تقدم أحيانًا معلومات غير دقيقة أو حتى ضارّة.
وفي هذا السياق شددت منظمة “اليونسكو” العام الماضي، على أهمية تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، داعية إلى فرض قيود عمرية صارمة، مع حماية البيانات وتعزيز خصوصية الأطفال.
تُظهر هذه الخطوة من “جوجل” تباينًا في المواقف بين شركات التكنولوجيا، إذ لا تسمح “مايكروسوفت” للأطفال أقل من 18 عامًا باستخدام “كوبايلوت” دون موافقة الوالدين، أما “جوجل”، فاعتمدت نموذجًا أكثر انفتاحًا مع تطبيق جيمني، مما يُبرز التحدي التنظيمي في القطاع.
تشير أبحاث من جامعة كامبريدج إلى ما يسمى “فجوة التعاطف” لدى روبوتات المحادثة مثل جيمني، حيث قد يتعامل الأطفال معها كما لو كانت بشرًا حقيقيين، مما يؤدي إلى تأثيرات نفسية قد تكون عميقة.
واضحت الأبحاث أن الأطفال أقل من 13 عامًا، تحديدًا، قد يجدون صعوبة في التفرقة بين العواطف الحقيقية وتلك التي يُحاكيها الذكاء الاصطناعي.
دفعت هذه المخاوف المتزايدة بعض الجهات التشريعية، مثل ولاية كاليفورنيا، إلى اقتراح قوانين تنظم تفاعل روبوتات الدردشة مع القاصرين.
كما طالب عدد من النواب الأمريكيين، بينهم السيناتور مايكل بينيت، بمساءلة الشركات التي تقدم هذه الخدمات عن الآثار المحتملة على الصحة النفسية للأطفال.
مع إطلاق جيمني للأطفال، يواجه أولياء الأمور تحديات حقيقية في مراقبة هذا التفاعل، وعلى الرغممن إعلان جوجل عن “حواجز أمنية محددة”، إلا أنها لم توضح طبيعة هذه التدابير بالتفصيل، مما يطرح أسئلة حول فاعليتها أمام تطور الذكاء الاصطناعي وسرعة استجابة الأطفال له.
يبقى توسع استخدام جيمني بين الأطفال أقل من 13 عامًا اختبارًا حقيقيًا لقدرة أدوات الحماية والتشريعات على مجاراة التكنولوجيا.
وبينما ترى جوجل في ذلك فرصة للتعلم والتفاعل الآمن، يحذر المختصون من أن الأثر النفسي والاجتماعي طويل المدى قد لا يكون واضحًا إلا بعد سنوات من الاستخدام الفعلي.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
أكثر المهارات المطلوبة في وظائف الذكاء الاصطناعي