قبل أكثر من ثلاثة عقود، لم يكن عدد مستخدمي الإنترنت يتجاوز 0.1% من سكان العالم، أم اليوم، أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، ويعتمد عليه أكثر من ثلثي سكان الأرض.
هذا التحول الجذري في أعداد مستخدمي الإنترنت يعكس كيف تغير العالم في زمن قصير، وكيف أصبحت الشبكة العالمية البنية التحتية الأهم للتعليم، والتجارة، والاتصال، والمعرفة.
رغم أن التاريخ التقني لولادة الإنترنت يعود إلى عام 1983، إلا أن البداية الفعلية لعصر مستخدمي الإنترنت جاءت عام 1989 مع إنشاء شبكة الويب العالمية على يد تيم بيرنرز لي.
آنذاك، لم يكن متصلًا بالشبكة سوى عدد ضئيل جدًا من الأفراد، ولم يتجاوز عدد المواقع الإلكترونية أصابع اليد، ومع بداية الألفية، ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت إلى أكثر من 360 مليون شخص، وهو ما شكّل 6% فقط من سكان العالم في ذلك الوقت.
تسارعت وتيرة النمو بعد عام 2000، مدفوعةً بتطور الأجهزة الذكية، وتوسع الشبكات، وانخفاض تكاليف الوصول، ومع حلول عام 2015، بلغ عدد مستخدمي الإنترنت حوالي 3 مليارات مستخدم، أي ما يعادل 40% من سكان الأرض.
ووفقًا لتقرير Digital 2025، يصل عدد مستخدمي الإنترنت إلى 5.6 مليار مستخدم في عام 2025، أي نحو 68% من السكان العالميين.
هذا النمو الكبير يعود إلى انتشار الهواتف الذكية التي أصبحت الوسيلة الأولى للوصول إلى الإنترنت، حيث سيستخدم 96% من مستخدمي الإنترنت الشبكة عبر أجهزتهم المحمولة في عام 2025.
رغم كل هذا التوسع، لا يزال هناك نحو 2.6 مليار شخص خارج نطاق الاتصال الرقمي، وتتركز هذه النسبة بشكل كبير في المناطق ذات الدخل المنخفض، حيث لا تتجاوز نسبة مستخدمي الإنترنت 27%، مقارنةً بـ93% في الدول الغنية.
في إفريقيا مثلًا، يستخدم الإنترنت 38% فقط من السكان، بينما تتجاوز النسبة 90% في أوروبا والأمريكيتين.
مع دخول العالم في عصر الذكاء الاصطناعي، لم يعد الاتصال بالإنترنت رفاهية، بل أصبح ضرورة، حيث تتطلب الأدوات والتقنيات الحديثة اتصالًا دائمًا، ومن المتوقع أن يزيد عدد مستخدمي الإنترنت في المرحلة القادمة عند وصول الخدمة بشكل أفضل لسكان المناطق النائية والفقيرة، بدعم من تقنيات مثل الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
ومع الجهود العالمية لسد الفجوة الرقمية، يتزايد الأمل في عالم لا يُقصى فيه أحد عن فرص التعليم والعمل والمشاركة الرقمية.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
أكثر المهارات المطلوبة في وظائف الذكاء الاصطناعي