يشهد العالم في عام 2025 تسارعًا لافتًا في مجال تطوير الروبوتات البشرية، أو ما يُعرف بالـ “Humanoid Robots”، حيث باتت شركات التقنية ليس فقط على إبداع روبوتات شبيهة بالبشر في الشكل، بل في الأداء، والقدرة على التفاعل، والتنقل، وحتى التعلّم المستمر.
تشير بيانات قطاع الروبوتات إلى وجود ما لا يقل عن 17 روبوتًا بشريًا يتم تطويرهم حاليًا من قِبل شركات متعددة الجنسيات، من الولايات المتحدة إلى الصين وأوروبا.
ويعكس هذا الرقم النمو السريع في اهتمام السوق العالمية بهذا القطاع، حيث توقعت تقارير اقتصادية أن يصل حجم سوق الروبوتات البشرية إلى 20 مليار دولار بحلول عام 2030، مدفوعًا باحتياجات قطاعات مثل الخدمات اللوجستية، والصحة، والتعليم، والضيافة.
يعد النموذج “Atlas” من شركة “Boston Dynamics” الأمريكية، واحدًا من أبرز الروبوتات البشرية، وينظر إليه كرياضي آلي.
يتميز “Atlas” بقدرته على القفز والدوران والتوازن في بيئات صعبة، ويبلغ طوله 1.5 متر، وسرعته القصوى تصل إلى 11 كيلومترًا في الساعة، وهي أعلى سرعة في فئته.
طورت الشركة الأمريكية هذا الروبوت لأداء المهام الصعبة في التضاريس المعقدة، ومن المتوقع أن يكون له دور مستقبلي في فرق الإنقاذ أو المهام العسكرية غير المأهولة.
أما في القطاع اللوجستي، فقد ظهر روبوت “Digit” من شركة “Agility Robotics” كأول روبوت بشري يدخل خطوط الخدمات اللوجستية في شركة “أمازون”.
بطول يبلغ 1.75 متر وسرعة تصل إلى 5 كيلومترات في الساعة، يقوم “Digit” بمهام تحميل وتوصيل الطرود داخل المستودعات، ويتميّز بقدرته على التعرّف على البيئة المحيطة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وفي مجال التفاعل البشري بقطاع الروبوتات البشرية، يبرز الروبوت البريطاني “Ameca” من شركة “Engineered Arts”، والذي أثار إعجاب الجمهور بسبب قدرته العالية على محاكاة تعابير الوجه البشرية والتحدث بطريقة طبيعية.
يبلغ ارتفاع النموذج 1.7 متر، وله وجه مصمم لعرض العشرات من التعبيرات، ويعتبر نواة لمستقبل الروبوتات التي سيتم توظيفها في المتاحف، والمطارات، والفنادق وحتى المستشفيات.
وإلى جانب بريطانيا، دخلت الصين أيضًا السباق عبر روبوت “Walker X” من شركة “UBTECH”، المصمم لتقديم خدمات منزلية ذكية، حيث يمكنه فتح الأبواب، والتحكم بالأجهزة المنزلية، والتفاعل مع الأطفال، بل وحتى قراءة التعابير الصوتية.
يبلغ طوله 1.45 متر، ويعمل بسرعة معتدلة تصل إلى 3 كيلومترات في الساعة، ويُعد مثالًا على الاستخدام المنزلي للروبوتات في المستقبل القريب.
أما شركة “Tesla”، المعروفة بتطوير السيارات الكهربائية، دخلت مجال الروبوتات البشرية من خلال روبوتها المنتظر “Optimus”، الذي يتم تطويره ليكون مساعدًا في المهام المتكررة داخل المصانع والمنازل.
يصل طول الروبوتات البشرية الجديدة من “تسلا” إلى 1.73 متر ومن المخطط أن تصل سرعته إلى 8 كيلومترات في الساعة.
وفي ذات السياق، طوّرت شركة “Apptronik” الأمريكية أيضًا “Apollo”، بطول 1.72 متر وسرعة 4.5 كيلومترات في الساعة، وهو مخصص لمهام المصانع، خاصة في خطوط الإنتاج، ويتميّز بتصميم مرن يجعله مناسبًا للتكيف مع مختلف الأدوات والبيئات الصناعية.
ورغم المخاوف الأخلاقية حول مستقبل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، إلا أن الواقع يشير إلى أن هذه التقنيات باتت جزءًا لا يتجزأ من البنية الصناعية والاقتصادية المستقبلية، ويبدو أن عام 2025 سيكون محطة مفصلية في “أنسنة” الآلة وتطبيع وجود الروبوت في حياة البشر، عبر زيادة إنتاج الروبوتات البشرية.