كشفت تقارير صحفية متطابقة عن تحركات مكثفة يجريها الملياردير السعودي، الأمير الوليد بن طلال، لإتمام صفقة ضخمة تهدف إلى الاستحواذ الكامل على نادي الهلال السعودي، وذلك عبر شراء حصة «صندوق الاستثمارات العامة» في النادي.
ووفقًا لما نشره الإعلامي أحمد العجلان ومصادر صحيفة «الجزيرة»، فإن الأمير الوليد بن طلال يستعد لإعلان استحواذه بشكل كامل على النادي العاصمي خلال شهر ديسمبر الحالي.
وفي السياق ذاته، نقلت «العربية Business» عن تقرير لوكالة «بلومبرج»، أن مؤسس شركة «المملكة القابضة» يجري حاليًا محادثات مع صندوق الاستثمارات العامة للاستحواذ على حصة الأغلبية التي يمتلكها الصندوق في النادي والبالغة 75%.
وأشارت الوكالة نقلًا عن مصادر لم تسمها، إلى أن هذه الخطوة ستمثل أحد أبرز جهود الخصخصة في قطاع كرة القدم بالمملكة.
وعلى الرغم من الأنباء التي ترجح الإعلان عن الصفقة هذا الشهر، فإن تقرير «بلومبرج» لفت إلى أن المحادثات لا تزال في مرحلة مبكرة للغاية لتحديد القيمة النهائية لأي صفقة محتملة، مشيرًا إلى احتمالية انهيار المفاوضات.
هيكلة الملكية الحالية
يُعد نادي الهلال، الذي يتخذ من الرياض مقرًا له، واحدًا من أربعة أندية يمتلك «صندوق الاستثمارات العامة» حصصًا فيها. وتتوزع ملكية النادي حاليًا بنسبة 75% للصندوق، بينما تعود النسبة المتبقية البالغة 25% إلى «منظمة سعودية غير ربحية».
وأفاد أحد المصادر بأن هذه المنظمة غير الربحية تحصل على معظم تمويلها من الأمير الوليد بن طلال نفسه، مما يعزز موقفه في عملية الاستحواذ الكامل.
تأتي هذه التحركات الاستثمارية امتدادًا لما تم الإعلان عنه في شهر يوليو الماضي، بفتح المجال لاستقبال طلبات إبداء الرغبة من الجهات الاستثمارية للاستحواذ على الأندية الرياضية السعودية، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية «واس». وكانت وزارة الرياضة في السعودية قد أعلنت قبل أسبوعين، بالتعاون مع «المركز الوطني للتخصيص»، عن بدء مرحلة طلب التأهيل وإبداء الرغبة للاستحواذ على ناديي «النجمة» و«الأخدود». ويندرج هذا الحراك ضمن مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، الذي يهدف إلى تعزيز مشاركة القطاع الخاص بما يتماشى مع الأهداف الوطنية لرؤية المملكة 2030.
ويُعتبر نادي الهلال على نطاق واسع أحد أعرق أندية كرة القدم في السعودية، مستندًا إلى سجل حافل بالألقاب المحلية. وعلى صعيد الاستثمارات الأجنبية في القطاع، شهدت المملكة أول استحواذ أجنبي على فريق كرة قدم محلي في شهر يوليو الماضي، حينما أتمت مجموعة «هاربورج» شراء نادي «الخلود» في صفقة لم يُكشف عن قيمتها المالية حينها.
وتبقى الأنظار موجهة نحو الأيام المقبلة لمعرفة ما ستؤول إليه مفاوضات الأمير الوليد بن طلال مع صندوق الاستثمارات العامة، وما إذا كان شهر ديسمبر سيشهد الإعلان الرسمي عن انتقال ملكية «الزعيم» بالكامل إلى القطاع الخاص.












