حجز المنتخب الوطني مقعده في الدور نصف النهائي لبطولة كأس العرب 2025، عقب تغلبه على نظيره الفلسطيني بهدفين مقابل هدف واحد، في المواجهة التي جمعتهما مساء الخميس على استاد «لوسيل» بالعاصمة القطرية الدوحة، ضمن منافسات الدور ربع النهائي.
وامتدت المباراة إلى شوطين إضافيين بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي، ليلتحق المنتخب السعودي بنظيره المغربي الذي سبقه في التأهل، بانتظار تحديد طرفي نصف النهائي الآخرين من مباريات الغد.
سيطرة سعودية وانضباط دفاعي فلسطيني
شهد الشوط الأول من المباراة تبايناً واضحاً في الاستحواذ على الكرة؛ إذ فرض المنتخب السعودي سيطرة ميدانية بلغت نسبتها 79% مقابل 21% للمنتخب الفلسطيني حتى الدقيقة 15. ورغم هذه الأفضلية الرقمية، اصطدمت المحاولات السعودية بتنظيم دفاعي محكم من الجانب الفلسطيني، الذي اعتمد مدربه إيهاب أبو جزر على إغلاق المساحات والعمق الدفاعي، مما أجبر لاعبي السعودية على تدوير الكرة في وسط الملعب دون تشكيل خطورة حقيقية في الدقائق الأولى.
وانحصر اللعب في فترات طويلة بوسط الميدان، مع محاولات خجولة بدأها المنتخب الفلسطيني بهجمة في الدقيقة الثامنة، رد عليها سالم الدوسري بتسديدة ارتطمت بالدفاع في الدقيقة العاشرة. ومع مرور الوقت، وتحديداً في الدقيقة 27، اعتمد المنتخب الفلسطيني على الهجمات المرتدة التي كاد حامد حمدان أن يستغل إحداها بتسديدة علت العارضة.
وفي الدقيقة 43، أنقذ المدافع الفلسطيني حامد حمدان مرماه من هدف محقق، عندما شتت الكرة من أمام المهاجم السعودي فراس البريكان الذي كان في وضعية سانحة للتسجيل أمام المرمى الخالي، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
تحولات الشوط الثاني وتدخلات الفيديو
جاء الشوط الثاني مغايراً في إيقاعه، حيث بدأ المنتخب الفلسطيني بمبادرة هجومية عبر تسديدة لحامد حمدان في الدقيقة 51. لكن نقطة التحول جاءت في الدقيقة 55، حين احتسب حكم المباراة ضربة جزاء للمنتخب السعودي بعد عرقلة المدافع ياسر حمد لسالم الدوسري. وتمكن فراس البريكان من ترجمة ركلة الجزاء إلى هدف التقدم للسعودية في الدقيقة 58.
لم يتأخر الرد الفلسطيني طويلاً؛ ففي الدقيقة 64، ومن تمريرة أمامية للصوافطة، نجح عدي الدباغ في استلام الكرة وتسديدها داخل الشباك السعودية معلناً هدف التعادل.
بينما شهدت الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي إثارة تحكيمية؛ ففي الدقيقة 90+2 ألغى الحكم هدفاً سجله محمد كنو للسعودية بداعي التسلل. وفي الدقيقة 90+5، احتسب الحكم ضربة جزاء ثانية للسعودية، لكنه تراجع عن قراره بعد مراجعة تقنية الفيديو (VAR)، ليتجه الفريقان إلى الأشواط الإضافية.
الحسم في الشوط الإضافي الثاني
سيطر الإجهاد البدني على أداء اللاعبين في الشوط الإضافي الأول، مما أدى إلى تراجع النسق الفني وغياب الفرص الحقيقية. ومع انطلاق الشوط الإضافي الثاني، كثف المنتخب السعودي من ضغطه الهجومي، وشن سلسلة من الهجمات والعرضيات.
وفي الدقيقة 115، نجح محمد كنو في تسجيل هدف الفوز للسعودية بضربة رأسية استغل بها عرضية من سالم الدوسري. وحاول المنتخب الفلسطيني العودة في النتيجة، وكاد عدي الدباغ أن يدرك التعادل في الدقيقة 122، إلا أن راية الحكم أشارت إلى وجود تسلل، لتنتهي المباراة بفوز السعودية 2-1.
