تستعد الجماهير العربية لمتابعة بطولة كأس العرب المرتقبة، التي تمثل أحد أبرز الأحداث الرياضية في المنطقة، حيث تجمع أقوى المنتخبات العربية في منافسة مثيرة على اللقب. وتتميز نسخة هذا العام بالتنظيم المتقدم والبنية التحتية الحديثة، خاصة بعد خضوع البطولة لإشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، مع مستوى عالٍ من التنافس المعتاد بين المنتخبات العربية. وتستضيف دولة قطر البطولة للمرة الثالثة بعد نسختي 1998 و2021، لتصبح بذلك الدولة الأكثر استضافة للبطولة في تاريخها.
وشهدت بطولة كأس العرب في النسخ السابقة أحداثًا استثنائية تتجاوز مجرد المباريات على أرض الملعب، لتترك بصمة واضحة في تاريخ كرة القدم العربية من خلال أرقام وإحصاءات لا تُنسى؛ من عدد الأهداف المسجلة إلى أكبر الانتصارات والفوارق في الأداء بين المنتخبات، و الهدافون التاريخيون للبطولة. ونستعرض فيما يلي أبرز الأرقام والإحصاءات المرتبطة بالبطولة التي جعلت كأس العرب محطة مهمة لكل عشاق كرة القدم.
بطولة كأس العرب عبر التاريخ
تعود بطولة كأس العرب للمنتخبات إلى الأضواء من جديد لتجمع أقوى المنتخبات العربية في منافسة حماسية طال انتظارها بعد النسخة العاشرة التي أقيمت في قطر نهاية نوفمبر 2021، والتي شهدت مشاركة العديد من المنتخبات العربية .
وجائت فكرة إقامة بطولة كأس العرب عام 1962، حين أطلق رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم آنذاك جورج دباس فكرة إنشاء مسابقة عربية تجمع فرق الدول العربية. لاقت الفكرة قبولًا من خمس دول هي سوريا وتونس والكويت والأردن ولبنان، لتنطلق النسخة الأولى في عام 1963 ويحرز لقبها المنتخب التونسي.
استمرت البطولة على فترات متقطعة خلال الستينيات، مع نسخ أقيمت عامي 1964 و1966، قبل أن تتوقف لنحو 16 عامًا لتعود في الثمانينيات تحت إشراف الاتحاد العربي لكرة القدم، حيث خطط لتنظيمها في لبنان عام 1982، إلا أن الاجتياح الإسرائيلي حال دون إقامتها، رغم خوض المنتخبات الأدوار التمهيدية.
بعد ذلك، استضافت السعودية النسخة الرابعة من كأس العرب عام 1985، ثم الأردن النسخة الخامسة عام 1988، فيما أقيمت البطولة في التسعينيات عامي 1992 و1998، وحلت مرة أخرى في 2002. أما نسخة 2009 فتم إلغاؤها بسبب مشاكل مع الرعاة، قبل أن تعود أخيرًا في 2012 في المملكة العربية السعودية. ثم تبنى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" البطولة بعد دعوة رئيسه جياني إنفانتينو، ليتم تنظيم فيفا كأس العرب لأول مرة في قطر عام 2021، مؤكدًا عودة الحدث العربي الكبير إلى الخريطة الكروية العالمية بعد فترة طويلة من الغياب.
أكثر المنتخبات فوزًا باللقب
وعلى مدار تاريخ بطولة كأس العرب، برزت مجموعة من المنتخبات التي تركت بصمتها في سجلات البطولة، حيث يتصدر منتخب العراق قائمة الأكثر تتويجًا بعدما رفع الكأس أربع مرات، عام 1988،1985،1966،1964 ليصبح البطل التاريخي للمسابقة دون منازع.
ويليه في المرتبة الثانية المنتخب السعودي الذي نجح في الفوز باللقب مرتين عام 1998و 2002، بينما دوّنت منتخبات مصر والمغرب والجزائر وتونس أسماءها بحصد اللقب مرة واحدة لكل منها.
الهدافون التاريخيون للبطولة
طالما كان لقب الهداف التاريخي لكأس العرب أحد أبرز الأوسمة الفردية في تاريخ البطولة، نظرًا لدوره المحوري في توجيه دفة المنافسات وترجيح كفة المنتخبات في اللحظات الحاسمة . ويتربع الليبي علي البسكي – المعروف بين عشاق الكرة باسم محمد علي الدبسكي – على قمة قائمة هدافي كأس العرب عبر التاريخ.
ويُعد البسكي أحد أبرز نجوم الكرة الليبية والعربية، بعدما سجل 18 هدفًا خلال مشاركاته في البطولة، متصدرًا سجل الهدافين بفارق مريح. حيث سجل هدفين في النسخة الثانية بالكويت عام 1964، ثم تألق بشكل لافت في نسخة العراق عام 1966 مسجلاً 16 هدفًا، ليؤكد مكانته كأسطورة كرة القدم العربية في تاريخ كأس العرب. وقد رحل عن عالمنا عام 2019 عن عمر ناهز 78 عامًا، تاركًا إرثًا كرويًا كبيرًا في ذاكرة البطولة.
يلي البسكي مجموعة من أبرز نجوم الكرة العربية الذين تركوا بصمتهم في المنافسات على مدى السنوات الماضية، ويأتي الليبي أحمد بن صويد الذي سجل 17 هدفًا، في تأكيد واضح للحضور الليبي القوي في سجلات البطولة، يليه في المركز الثالث السعودي عبيد الدوسري بـ 8 أهداف، بينما يأتي كل من المغربي ياسين الصالحي والعراقي هشام عطا عجاج في المركز الرابع والخامس على التوالي بعدما أحرز كل منهما 6 أهداف خلال مشاركاتهما في البطولة.
أسرع هدف و أكبر فوز في كأس العرب
عند استعراض أكبر الانتصارات وأبرز الأرقام القياسية في تاريخ بطولة كأس العرب للمنتخبات، تبرز نسخة 1966 كواحدة من أكثر النسخ إثارة وإبداعًا من حيث النتائج وعدد الأهداف. فقد سجلت مباراة عمان وليبيا نتيجة 21-0، إلا أن هذه النتيجة لم تُعتمد رسميًا بسبب انسحاب منتخب عمان، ما حال دون اعتمادها في السجلات الرسمية.
ومع ذلك، احتفظ منتخب ليبيا بأكبر فوز رسمي في تلك النسخة بعد تغلبه على اليمن 13-0، وساهم الثنائي الليبي علي البسكي وأحمد بن صويد بتسجيل 10 أهداف منها، ما رسخ مكانتهما كنجوم البطولة وصانعي الفارق في تاريخها.
ولم تتوقف مفاجآت هذه النسخة عند هذا الحد، فقد جاء ثاني أكبر الانتصارات في نفس النسخة عندما فاز العراق على البحرين 10-1، لتصبح نسخة 1966 أيضًا الأكثر تسجيلاً للأهداف بإجمالي 111 هدفًا، ما يعكس الطابع الهجومي المثير للبطولة في تلك الفترة.
ولا يمكن الحديث عن نسخة 1966 دون الإشارة إلى الرقم القياسي الآخر، وهو أسرع هدف في تاريخ البطولة، الذي سجّله المهاجم الليبي أحمد بن صويد بعد مرور 15 ثانية فقط على انطلاق مباراته ضد اليمن، ليترك بصمة خالدة في سجل المسابقة، إلى جانب تألق علي البسكي كهداف تاريخي للبطولة.
اقرأ أيضًا :
بطولة كأس العرب.. المتعة المُغلّفة بالوحدة تعود من جديد
