أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن العاصمة واشنطن ستستضيف مراسم سحب قرعة كأس العالم 2026 لكرة القدم في الخامس من ديسمبر المقبل، وذلك في مركز كينيدي للفنون الأدائية، ليكون الحدث بداية رسمية للبطولة الأضخم في تاريخ اللعبة.
ومن المقرر أن تشهد النسخة المقبلة من المونديال توسعًا غير مسبوق، حيث سترتفع المشاركة من 32 منتخبًا إلى 48، موزعة على 12 مجموعة تضم كل منها أربعة فرق. وسيخوض المشاركون 104 مباراة، وهو ما وصفه ترامب بـ”أكبر وأعقد حدث رياضي يشهده العالم”. ومن المقرر أن تُقام البطولة بشكل مشترك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في سابقة لم يشهدها المونديال من قبل.
وكان من المتوقع أن تُجرى قرعة كأس العالم 2026 في مدينة لاس فيغاس، إلا أن القرار النهائي جاء لصالح مركز كينيدي في واشنطن، الذي يرأس ترامب مجلس إدارته بعد أن أجرى تعديلات جوهرية في هيكله خلال ولايته الثانية. ويرى ترامب أن تنظيم هذا الحدث العالمي في المؤسسة الثقافية العريقة يعكس مكانة المركز كرمز حضاري للعاصمة الأمريكية، إلى جانب تعزيز صورته كراعٍ للأحداث الكبرى.
ووصق ترامب استضافة قرعة كأس العالم 2026 بأنها “شرف كبير”، مضيفًا: “سنجمع أفضل لاعبي العالم وأبرز الجماهير في قلب العاصمة، داخل صرح ثقافي يمثل تاريخ الأمة”. وأكد الرئيس الأمريكي أن الحدث سيقام وسط ترتيبات أمنية مشددة، متعهدًا بتوفير كل الظروف الملائمة لنجاح القرعة.
رافق رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو الرئيس الأمريكي في الإعلان الرسمي من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. وأكد إنفانتينو أن قرعة كأس العالم 2026 ستبث على الهواء مباشرة لتصل إلى أكثر من مليار مشاهد حول العالم، مشيرًا إلى أن اللحظة ستشكل انطلاقة مثيرة للبطولة. كما قدم الكأس الذهبية لترامب، وتم منحه أول تذكرة لحضور المباراة النهائية، قبل طرح التذاكر رسميًا في 10 سبتمبر المقبل.
ولم يكن اختيار المركز كمقر للقرعة مجرد صدفة، إذ يعد بالنسبة لترامب ساحة رئيسية لتأكيد حضوره السياسي والثقافي في واشنطن. فقد أعاد هيكلة مجلس إدارته مطلع هذا العام، مستبدلًا عددًا من الأعضاء الديمقراطيين بحلفاء مقربين، وأطلق خطة لإعادة ترميم وتجديد المرافق بتمويل فدرالي بلغ 250 مليون دولار. هذه الخطوات أثارت انتقادات في الأوساط الفنية والثقافية، إذ استقال عدد من الفنانين البارزين وألغيت بعض العروض، فيما اعتبر البعض أن ترامب يسعى لتحويل المركز إلى منصة تحمل بصمته الشخصية.
اللافت أن العلاقة بين ترامب وإنفانتينو تعود إلى ولايته الأولى، حين فازت الولايات المتحدة إلى جانب كندا والمكسيك بحق استضافة مونديال 2026. ويبدو أن هذه الصلة انعكست على تفاصيل الحدث، حيث أكد إنفانتينو خلال المؤتمر أن “كل شيء سيبدأ من واشنطن، من مركز كينيدي – أو كما قد يسميه البعض مركز ترامب كينيدي”، في إشارة مازحة إلى نفوذ الرئيس على المؤسسة.
وعلى الرغم من أن العاصمة ستكون محطة انطلاق البطولة من خلال حفل القرعة، فإنها لن تستضيف أي مباراة من مباريات المونديال، وهو وضع نادر بالنسبة لعاصمة دولة مضيفة. وبدلًا من ذلك، ستُقام المواجهات في 11 مدينة أمريكية إلى جانب مواقع في كندا والمكسيك، ما يعكس الطابع العابر للحدود للبطولة.
اقرأ أيضًا:
نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال 2024 التي تستضيفها المملكة.. أبرز التفاصيل
ولي العهد يُطلق بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية
دعم عالمي للمملكة في ملف استضافة كأس العالم 2034