حصاد 2025 العلمي.. توثيق 70 نوعًا جديدًا من الكائنات والمعادن

ديسمبر ٢٨, ٢٠٢٥

شارك المقال

حصاد 2025 العلمي.. توثيق 70 نوعًا جديدًا من الكائنات والمعادن

أضاف علماء المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي هذا العام أكثر من 70 نوعًا جديدًا إلى قوائم التصنيف العلمي، في حصيلة جمعت بين كائنات منقرضة منذ ملايين السنين وأخرى لا تزال تعيش في بيئات نائية. وشملت القائمة ديناصورات، وحشرات، وثدييات، وأسماكًا، ولافقاريات بحرية، إضافة إلى معدن يُسجل لأول مرة.

اللافت في هذه النتائج أن مفهوم «الاكتشاف» لم يرتبط حصرًا بالعمل الميداني في الغابات أو الجبال، بل اعتمد جزء كبير منه على إعادة فحص عينات محفوظة داخل خزائن المتحف منذ عقود، مما يبرز دور المجموعات الأرشيفية في توفير معطيات علمية جديدة بفضل تطور أدوات البحث.

الديناصورات والزواحف

في واحدة من أكثر الاكتشافات درامية، كشف العلماء عن نوع جديد من الديناصورات ذات الريش عاش في الصين قبل نحو 125 مليون سنة، أُطلق عليه اسم «Huadanosaurus sinensis».

المفارقة في هذا الاكتشاف لم تكن في الديناصور نفسه فحسب، بل فيما وُجد داخل أحشائه، إذ عثر الباحثون على هيكلين عظميين لحيوانات ثديية، مما يوثق لحظة «الوجبة الأخيرة» لهذا الكائن قبل نفوقه، ويقدم دليلًا نادرًا ومباشرًا على نظامه الغذائي.

وفي السياق ذاته، حُدد ديناصور آخر ذي ريش هو «Sinosauropteryx lingyuanensis»، الذي كان يُصنف سابقًا كطائر بدائي.

وبالعودة إلى الوراء أكثر، وتحديدًا إلى العصر الجوراسي في جزيرة سكاي باسكتلندا، وُثق زاحف «Breugnathair elgolensis»، وهو كائن يمتلك صفات تشريحية هجينة ومثيرة، فجسده يشبه الوزغة (البرص)، بينما يمتلك أسنانًا معقوفة تشبه أسنان الثعبان (الأصلة)، ما يجعله حلقة وصل محتملة لفهم أصول السحالي والثعابين.

كما أعادت الحفريات رسم ملامح تطور الثدييات عبر اكتشاف «Camurocondylus lufengensis» في الصين، وهو حيوان بحجم السنجاب عاش قبل 174 إلى 201 مليون سنة، أثبتت دراسته أن تطور الفك لدى الثدييات الحديثة عملية أكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد.

كنوز الكهرمان

قدم الكهرمان الدومينيكي، الذي يعود عمره لـ 17 مليون سنة، عينات حفظت بدقة متناهية لأربعة أنواع من ذباب «العصارة» (Aulacigaster alabaster). هذه الحشرات، التي حوصرت حين كان صمغ الشجر طريًا، كشفت عن معلومة جغرافية حيوية، إذ أظهرت وجود صلة بين منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الشمالية في تلك الحقبة، وهو أمر لافت نظرًا لأن معظم الصلات الحالية والتاريخية تكون مع أمريكا الجنوبية والوسطى.

وعلى صعيد الحشرات، التي شملت 47 نوعًا جديدًا، برزت تفاصيل تشريحية غريبة. فبعد عقود من حفظها في المتحف، كشف الفحص الدقيق لعينات جُمعت من الفلبين في ثلاثينيات القرن العشرين عن نوعين من ذباب الفاكهة يمتلك ذكورها أجزاء فم متحورة لتصبح «فكوكًا» صلبة، تُستخدم غالبًا للإمساك بالأنثى أثناء المغازلة.

وتضمنت القائمة أنواعًا مميزة من النحل، مثل «نحلة الدب تيدي» في فيتنام، ونحلة الوقواق التي تحمل على ظهرها أشواكًا طويلة تشبه السيوف (Xiphodioxys haladai)، بالإضافة إلى نحلة حفارة من تشيلي تمتلك ما يشبه «المشط» الصغير على وجهها لجمع حبوب اللقاح. وفي ألمانيا، وُجدت حفرية لنحلة طنانة في بحيرة فوهة بركان لا تزال تحمل حبوب اللقاح التي جمعتها قبل ملايين السنين.

الحياة المائية والبرية

في البيئات المعاصرة، وثق العلماء نوعًا جديدًا من «أبوسوم الفأر» (Marmosa chachapoya) في جبال الأنديز البيروفية

يتميز هذا الكائن بأنف وذيل طويلين استثنائيًا، ويعيش في ارتفاعات شاهقة كانت تقطنها سابقًا ثقافة تشاتشابويا.

وفي عالم المياه، صححت هوية سمكة (Labeo niariensis) في جمهورية الكونغو كانت مصنفة خطأ لسنوات، وتوصيف سمكة أخرى في فيتنام (Supradiscus varidiscus) ظلت عيناتها على رفوف المتحف لمدة 25 عامًا. كما رُصد نوعين شقيقين من سمك السلور في منحدرات نهر الكونغو، أشار الكشف إلى أنهما مفصولان بمسافة «ميل واحد تقريبًا من النهر (1600 كيلومتر)»، وهما متكيفان بشدة مع بيئة المنحدرات.

وشملت الاكتشافات البحرية شقائق نعمان في المكسيك (Endolobactis simoesii) تتميز بنتوءات تشبه السعف، وحفرية لزنابق البحر في كندا بنمط صفائح فريد.

العناكب والمعادن

لم تخلُ القائمة من العناكب ذات الأهمية الطبية، حيث وُثق عقرب من إيران (Hemiscorpius jiroftensis) يجري دراسة سمه لتطبيقات صيدلانية، وعقرب سوطي عملاق من المكسيك، وآخر قصير الذيل من الأمازون.

وفي إضافة جيولوجية نادرة، اعتمد معدن جديد رسميًا يُدعى «Lucasite-(La)»، عُثر عليه داخل صخرة بركانية في روسيا، لينضم إلى مجموعة المعادن الدائمة بالمتحف.

وتقول شيريل هاياشي، نائب الرئيس الأول للمتحف، إن هذه الاكتشافات المتنوعة، سواء تلك القادمة من الحفريات أو من الرفوف المنسية، تعيد تذكيرنا بـ«الثراء المذهل للتنوع البيولوجي للأرض»، وتثبت أن المجموعات المتحفية لا تزال تخفي أسرارًا تنتظر من يقرؤها.

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech