تعد العواصف الرعدية من الظواهر الطبيعية القوية، والتي تحدث نتيجة تفريغ الشحنات الكهربائية في الغلاف الجوي، وهي ظواهر جوية تمزج بين مشاعر الخوف والدهشة في وقت واحد، إلا أنها قد تسبب دمارًا هائلًا في بعض الأحيان نتيجة لقوتها العنيفة التي قد تكون سببًا في إحداث تغيرات جذرية في البيئة.
وتحتاج العواصف الرعدية ثلاثة مكونات أساسية حتى تتشكل وهي: الرطوبة، حيث يجب أن يكون هناك هواء رطب ليبرد ويتكثف لتكوين الغيوم، بالإضافة إلى عدم الاستقرار الجوي فلا بد أن يكون الهواء دافئًا ورطبًا في الطبقات السفلية من الغلاف الجوي وباردًا في الطبقات العلوية، كما تحتاج العواصف أيضًا إلى قوة تدفعها للأعلى.
تجنب الاستحمام أثناء العواصف.. يعتقد البعض أن الأمر مرتبط بالخرافات، إلا أن الاستحمام أثناء العواصف الرعدية قد يودي بحياة البعض، ففي حال ضرب البرق المنزل أثناء استخدام المياه أو الاستحمام، فمن الممكن أن تنتقل الشحنة الكهربائية عبر أنابيب المياه، وتسبب صدمة كهربائية خطيرة للشخص خلال الاستحمام حتى وإن كان في المسابح الداخلية.
المعدن لا يجذب البرق لكنه موصل جيد.. هناك اعتقاد سائد بأن المعادن تجذب البرق، إلا أنه اعتقاد ليس دقيقًا، وتكمن خطورة الأمر في أن المعادن موصل جيد للكهرباء خاصة إذا كان في مكان مرتفع، فالأجسام المعدنية والمباني الشاهقة والبارزة في السماء أكثر عرضة للصعق، مما يجعل الضرر الناتج عن الصاعقة أشد خطورة إذا ضربت المنطقة القريبة من الهياكل المعدنية والأسوار والدرابزين واللوحات الإعلانية، وينصح بالابتعاد عن أي جسم معدني ذي ارتفاع.
السماء تُمطر ضفادع وأسماك.. في بعض الأحيان عند مرور عاصفة رعدية شديدة للغاية بالقرب من المسطحات المائية، تلتقط العاصفة أسماكًا أو ضفادع، وتلقي بها بعيدا، واستطاع خبراء الأرصاد الجوية توثيق هذه الظاهرة بعد الرياح العاتية الناتجة عن العواصف القوية، فبالرغم من أنها من أغرب الأمور التي يمكن تخيلها، إلا أنها ليست نادرة للغاية. في عام 2010، تفاجئ السكان المحليون في أحد البلاد الأسترالية بسقوط آلاف من الأسماك على رؤوسهم.
ناسا تطلق طائرة للتحليق وسط 1496 عاصفة رعدية.. في ثمانينيات القرن الماضي، قامت وكالة ناسا بإطلاق طائرة من طراز F-106 دلتا دارت للطيران عبر 1496 عاصفة رعدية لجمع بيانات حيوية بهدف تحسين سلامة الطيران، حيث تعرضت الطائرة لأكثر من 700 صاعقة برق دون أن تتحطم، مما ساعد ناسا وشركات مثل بوينغ على تطوير أنظمة حماية الطائرات من الصواعق.
حرائق الغابات قد تسبب البرق.. تتعرض بعض الغابات إلى الحريق في عدد من الدول؛ بسبب الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة، وهو ما يعد أمرًا غاية في الخطورة، حيث يمكن للدخان وجسيمات الكربون الناتجة عن حرائق الغابات أن ترتفع إلى الغلاف الجوي، وتتراكم فيها شحنات ساكنة، مما يؤدي إلى توليد صواعق برق، وتزداد هذه الظاهرة في المناطق ذات الأنشطة الزراعية الكثيفة أو حرائق الغابات الطبيعية.
خطورة ما بعد العاصفة.. يعتقد البعض أن العاصفة يعقبها حالة من الهدوء والسكون، إلا أن المخاطر الحقيقية غالبًا ما تظهر بعدها انتهاء العاصفة الرعدية بما تتضمنه من أمطار ورياح مخيفة وبرق. وينتج عن العواصف الشديدة أشجارًا ساقطة، وخطوط كهرباء مقطوعة، وفيضانات وحطامًا، حيث أظهرت الدراسات أن الناس أكثر عُرضة للإصابة والوفاة بعد العاصفة مباشرةً، لذا، فمن الأفضل دائمًا الانتظار لفترة قبل الخروج.
البرق يضرب المكان نفسه مرتين.. تُعد هذه العبارة من المقولات الشائعة، إلا أنها خاطئة حيث يمكن أن يضرب البرق المكان نفسه أكثر من مرة، فعلى سبيل المثال يضرب البرق مبنى “إمباير ستيت” في نيويورك 23 مرة سنويًا، ويرجع ذلك إلى أن البرق يبحث عن أجسام طويلة ومدببة ومعزولة في السماء، وإذا كانت الظروف مناسبة مرة، فمن المرجح أن تتكرر، وينصح بعدم الوقوف على أسطح المنازل، أو تتسلق الأشجار أثناء العواصف الرعدية.
صاعقة البرق أكثر سخونة من سطح الشمس.. تُعد درجة حرارة صاعقة البرق أكثر سخونة من سطح الشمس، حيث يمكن أن تصل إلى 50,000 درجة فهرنهايت، أي حوالي 27,700 درجة مئوية، وهو ما يعني أنها أكثر بخمس مرات من درجة حرارة سطح الشمس. وتتكون هذه السخونة لفترة قصيرة بشكل ملحوظ أثناء ضربة البرق نفسها، وهذا التسخين والتبريد السريع للهواء هو ما يسبب صوت الرعد المرعب.
المأوى الخشبي ليس آمنًا دائمًا.. تعتبر الملاجئ الخشبية مثل الأكواخ في الحدائق أو ملاعب الجولف، مخابئ غير مثالية أثناء العاصفة الرعدية، حيث إنها قد تكون أكثر خطورة، ففي بعض الأحيان، يمكن أن يجذب ارتفاعها البرق، مما يجعلها فخًا مميتًا. ويُعد البقاء تحت شجرة أثناء العاصفة ثاني أهم سبب لوفيات البرق، وينصح بركوب السيارة والانتظار حتى انتهاء العاصفة.
“استدر حتى لا تغرق”.. تعتبر هذه العبارة من المقولات الشائعة أيضًا، والتي يجري ترديدها منذ عقود بعد العواصف، خاصة في أوقات الفيضانات. وتزداد أعداد الوفيات كل عام؛ بسبب اعتقاد البعض أنهم يمكنهم القيادة في الماء المنتشر على الطرقات، ولكن 6 بوصات فقط من المياه يمكن أن تتسبب في توقف محرك سيارتك وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. كما أن التيارات السفلية في المياه الراكدة تكون غالبًا أقوى مما تبدو، ويمكن أن تجرفك أنت وسيارتك بسهولة إلى وضع خطير.