نجح علماء في رسم الخريطة الجينومية الكاملة لحيوان النمر التسماني المنقرض، والذي كان يستوطن أستراليا وشوهد لآخر مرة في بيئته الطبيعية عام 1936.
وذكرت قناة “9 نيوز” الأسترالية أن هذا الاكتشاف، الذي جاء كثمرة تعاون بين شركة التقنية الحيوية الأمريكية “كولوسال بايوساينس” وجامعة ملبورن، قد يمكن من إحياء النمر التسماني في غضون 8 سنوات فقط.
وصرح العالم الرئيسي للمشروع، البروفيسور أندرو باسك، للمصدر الإعلامي قائلاً: “لقد تمكنا الآن من تحديد التسلسل الكامل لجينوم الثايلسين، أو النمر التسماني، كل جزء من الشفرة الوراثية من طرف الجينوم إلى الطرف الآخر.”
وأضاف: “استطعنا تكوين أول خلايا جذعية رئيسية بالغة الأهمية، والتي تمكننا من القيام بعملية الهندسة الوراثية الكاملة التي نحتاجها لإعادة استيلاد الثايلسين.”
من جانبها، قالت عمدة ديروينت فالي ورئيسة اللجنة الاستشارية لثايلسين تسمانيا، ميشيل دراكوليس، لقناة “9 نيوز”: “إن الثايلسين ليس مجرد حيوان في المنطقة التي أتيت منها، بل هو جزء من هوية السكان الذين يعيشون هناك.”
ويأتي الإعلان عن هذا البحث بعد أن نجحت شركة “كولوسال بايوساينس” بشكل مماثل في إحياء الذئب الرهيب المنقرض في وقت سابق من هذا العام.
وكشفت الشركة عن ثلاثة جراء ذئب رهيب ناعمة الفراء، أُطلق عليها أسماء رومولوس، وريموس، وكاليسي. وقد ظهر هذا النوع من الذئاب بشكل بارز في المسلسل الشهير “صراع العروش”.
وتستخدم الشركة تقنية التحرير الجيني لتعديل سمات الحيوانات الموجودة حالياً لدرجة أن حمضها النووي يصبح، بشكل أساسي، مطابقاً لحمض الحيوانات المنقرضة.
وفي تصريح له في أبريل الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة “كولوسال” والمؤسس المشارك، بن لام: “لقد أخذ فريقنا حمضاً نووياً من سن يعود تاريخها إلى 13,000 عام وجمجمة عمرها 72,000 عام، ونجحنا في إنتاج جراء ذئب رهيب بصحة جيدة.”
بدوره، صرح جورج آر. آر. مارتن، مؤلف الروايات التي استند إليها مسلسل “صراع العروش”، في بيان آنذاك: “ينظر الكثير من الناس إلى الذئاب الرهيبة على أنها مخلوقات أسطورية لا توجد إلا في عالم الخيال، ولكن في الواقع، لديها تاريخ غني بالمساهمة في النظام البيئي الأمريكي.”
وتُعد مشاريع إحياء كل من الذئب الرهيب والنمر التسماني جزءاً من مشروع “إلغاء الانقراض” الأوسع الذي تتبناه شركة “كولوسال”، والذي تسعى من خلاله إلى إحياء عدد من الأنواع التي انقرضت عبر التاريخ.