تعتمد العديد من الصناعات الحديثة على عناصر السبائك في تصنيع منتجاتها، ويبرز عنصر المنغنيز كواحد من أهم هذه العناصر، لا سيما في مجالات إنتاج الصلب، البطاريات، والأسمدة
. وفي ظل تزايد الطلب العالمي، تتنافس الدول المنتجة على تعزيز قدراتها وتوسيع استثماراتها في هذا المجال الحيوي.
تتصدر جنوب إفريقيا قائمة الدول المنتجة للمنغنيز، بإنتاج سنوي يبلغ نحو 7.2 ملايين طن متري.
ويُعزى هذا التميز إلى امتلاكها احتياطيات ضخمة من المنغنيز، لا سيما في حوض كالاهاري، إضافة إلى بنية تحتية متقدمة تسهّل عمليات التعدين والنقل والتصدير.
ويُعاد جزء كبير من إنتاج جنوب أفريقيا من المنغنيز إلى الداخل لاستخدامه في الصناعات الفولاذية العملاقة التي تسهم في دعم الاقتصاد المحلي.
في المرتبة الثانية تأتي الجابون، بإنتاج سنوي يصل إلى 4.6 ملايين طن متري. وتتمتع الدولة الواقعة في وسط أفريقيا برواسب طبيعية غنية، وقد شهد قطاع التعدين فيها نموًا ملحوظًا بفضل الاستثمارات الأجنبية والمحلية.
وأصبحت الجابون لاعبًا رئيسيًا في سوق المنغنيز العالمي.
أما أستراليا، فتأتي في المرتبة الثالثة بإنتاج يُقدّر بـ 3 ملايين طن متري سنويًا.
وتجمع أستراليا بين موارد طبيعية وفيرة وبنية تحتية مخططة بعناية، فضلًا عن شبكات تصدير قوية تساعدها على تلبية الطلب العالمي المتزايد.
إلى جانب الدول الثلاث الكبرى، تساهم كل من الصين، غانا، الهند، البرازيل، أوكرانيا، ماليزيا، وساحل العاج بنسب متفاوتة في الإنتاج العالمي من المنغنيز، وتلعب دورًا مهمًا في ضمان استقرار الإمدادات لهذا المورد الحيوي.
يتأثر الإنتاج الوطني للمنغنيز بعدة عوامل، من بينها توفّر الرواسب الطبيعية، والبنية التحتية، ومستوى الطلب المحلي والدولي. كما تلعب الاعتبارات البيئية دورًا مهمًا، حيث تُخضع عمليات التعدين إلى ضوابط صارمة في بعض الدول لضمان الاستدامة.
إلى جانب ذلك، فإن العلاقات السياسية والدبلوماسية تؤثر في تدفق الصادرات، خاصة في الدول التي تعتمد على التوريد الخارجي أو التعاون الدولي في قطاع التعدين.
يبقى المنغنيز عنصرًا استراتيجيًا في قلب التحولات الصناعية والتقنية، ومع تصاعد الطلب عليه عالميًا، ستستمر المنافسة بين الدول لتعزيز حصتها في السوق وضمان استدامة مواردها.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| البلدان الأكثر استثمارًا في الذكاء الاصطناعي
إنفوجرافيك| أسلحة هذا الزمن.. لغة حديثة لإدارة الصراعات والحروب
