ما دور هذه الخلايا المناعية؟
تُعرف هذه الخلايا باسم “الخلايا التغصنية المتسامحة” (Tolerogenic Dendritic Cells)، وقد تم تحديدها داخل الأمعاء حيث تعمل على تهدئة استجابات الجهاز المناعي تجاه البروتينات الغذائية. وعند اختلال وظيفتها، يزداد خطر تطور أمراض الحساسية مثل الربو والحساسية الغذائية.
التمييز بين الضار والآمن
يقوم الجهاز المناعي عادةً بالتمييز بين المواد الضارة كالفيروسات، والمواد غير الضارة مثل الطعام. غير أن الآليات التي تسمح بهذا التمييز لم تكن واضحة حتى وقت قريب، ما يفتح المجال لتفسير سبب إصابة البعض بالحساسية دون غيرهم.
آلية عمل الخلايا المناعية الجديدة
أظهرت الدراسة أن هذه الخلايا تحتاج إلى بروتينين أساسيين لتعمل بكفاءة: RORγt وPrdm16. من دونهما، تصبح هذه الخلايا غير قادرة على كبح اندفاع الخلايا المناعية الالتهابية، ما يؤدي إلى ردود فعل تحسسية حادة.
دور مزدوج: الطعام والبكتيريا النافعة
سبق أن اكتشف الفريق أن هذه الخلايا نفسها تتحكم أيضًا في التسامح المناعي تجاه البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يعزز من أهميتها ليس فقط في منع الحساسية الغذائية، بل ربما أيضًا في الوقاية من أمراض مناعية مزمنة مثل داء كرون.
كيف تعمل هذه الخلايا المناعية؟
بخلاف الخلايا التغصنية التقليدية التي تُحفّز الهجوم المناعي، تقوم هذه الخلايا بعرض “مستضدات” الطعام والبكتيريا النافعة على الخلايا التائية، مما يحوّل هذه الأخيرة إلى خلايا تنظيمية مضادة للالتهاب، بدلاً من جعلها هجومية.
أدلة من الفئران والبشر
أجريت تجارب مكثفة على الفئران، وأظهرت أن غياب هذه الخلايا يؤدي إلى نقص في الخلايا التائية التنظيمية، وزيادة في الخلايا التائية الالتهابية، ما يسبب استجابات تحسسية مفرطة. كما أكد الباحثون وجود خلايا مماثلة في أنسجة الأمعاء البشرية، وفقًا لتحليلات جينية عامة.
آفاق علاجية واعدة لهذه الخلايا المناعية
وفقًا للبروفيسور دان لِتمان، المؤلف الرئيسي للدراسة، قد تساعد هذه النتائج مستقبلًا في تطوير علاجات تعتمد على تحفيز هذه الخلايا لخلق حالة من “التسامح المناعي” لدى مرضى الحساسية. فعلى سبيل المثال، من يعانون من حساسية الفول السوداني، قد يكون بالإمكان تدريب الجهاز المناعي لديهم على تقبّل هذا الطعام دون رد فعل تحسسي.
أسئلة مستقبلية
رغم النجاح، لا تزال هناك أسئلة مفتوحة مثل: كيف وأين تتكون هذه الخلايا داخل الجسم؟ وما الإشارات التي تحتاجها لتعمل؟ لكن الدراسات الحالية توفر الأساس الصلب للإجابة عن هذه الأسئلة في المستقبل القريب.