إسرائيل تعترف رسميًا بـ "أرض الصومال" كدولة مستقلة لأول مرة

ديسمبر ٢٦, ٢٠٢٥

شارك المقال

إسرائيل تعترف رسميًا بـ "أرض الصومال" كدولة مستقلة لأول مرة

أعلنت إسرائيل، يوم الجمعة، اعترافه الرسمي بجمهورية أرض الصومال "صوماليلاند" بوصفها دولة مستقلة ذات سيادة، لتكون بذلك أول كيان يُقدم على هذه الخطوة، في تطور من شأنه إحداث تغييرات ملموسة في معادلات المنطقة وفتح مواجهة سياسية جديدة مع الصومال الذي يرفض منذ عقود أي مساعٍ لانفصال الإقليم.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حكومته تعتزم البدء فورًا في توسيع مجالات التعاون مع أرض الصومال، لتشمل قطاعات الزراعة والرعاية الصحية والتكنولوجيا والاقتصاد. وفي بيان رسمي، قدّم نتنياهو التهنئة لرئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله، مشيدًا بدوره القيادي، ووجّه له دعوة رسمية لزيارة إسرائيل في المستقبل القريب.

وأوضح نتنياهو أن قرار الاعتراف ينسجم مع المسار الذي أرسته “اتفاقيات أبراهام”، التي جرى توقيعها بمبادرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وكانت تلك الاتفاقيات، التي أُبرمت عام 2020 بوساطة الإدارة الأميركية الأولى لترامب، قد مهدت لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين، قبل أن تنضم دول أخرى لاحقاً إلى هذا المسار.

وذكر بيان صادر عن الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو ووزير الخارجية جدعون ساعر ورئيس أرض الصومال وقعوا إعلانًا مشتركًا يتضمن اعترافًا متبادلًا بين الجانبين. من جانبه، أعلن عبد الرحمن محمد عبد الله أن أرض الصومال ستنضم إلى اتفاقيات أبراهام، معتبرًا هذه الخطوة مدخلًا لتعزيز السلام على المستويين الإقليمي والدولي. وأكد التزام حكومته بتوسيع الشراكات الدولية، ودعم التنمية المشتركة، والعمل من أجل ترسيخ الاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا.

الموقف المصري من الاعتراف الإسرائيلي

في المقابل، أفادت مصر بأن وزير الخارجية بدر عبد العاطي أجرى، يوم الجمعة، سلسلة اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية الصومال وتركيا وجيبوتي، لبحث ما وصفته بـ”التطورات الخطيرة” التي يشهدها القرن الأفريقي عقب إعلان إسرائيل. وأوضحت وزارة الخارجية المصرية أن الوزراء الأربعة أعربوا عن إدانتهم لاعتراف إسرائيل بأرض الصومال، وشددوا على تمسكهم الكامل بوحدة الصومال وسلامة أراضيه. كما حذروا من أن إضفاء الشرعية على الكيانات الانفصالية يمثل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين.

وتتمتع أرض الصومال منذ عام 1991، حين انزلقت الصومال إلى حرب أهلية، بإدارة ذاتية فعلية وبمستوى من الأمن والاستقرار النسبي مقارنة ببقية البلاد، إلا أن الإقليم المنفصل لم يحظَ طوال هذه السنوات باعتراف رسمي من أي دولة في العالم. وعلى مدار السنوات الماضية، كثفت الحكومة الصومالية جهودها الدبلوماسية لحشد المجتمع الدولي ضد أي محاولة للاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة.

وتأمل أرض الصومال، التي كانت خاضعة سابقًا للحماية البريطانية، أن يشجع الاعتراف الإسرائيلي دولاً أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة، بما يعزز مكانتها الدبلوماسية ويفتح أمامها فرصًا أوسع للوصول إلى الأسواق الدولية. وفي سياق متصل، كانت الصومال وسلطات أرض الصومال قد نفتا، في مارس الماضي، تلقي أي مقترحات من الولايات المتحدة أو إسرائيل تتعلق بإعادة توطين فلسطينيين من قطاع غزة. وأكدت مقديشو حينها رفضها القاطع لأي تحرك من هذا النوع.

اقرأ أيضًا:
ما الذي نعرفه عن مزاعم إسرائيل ضد موظفي الأمم المتحدة في غزة
الهجمات الإيرانية على إسرائيل في عيون زعماء العالم
هل حسمت إسرائيل موقفها من الرد على الهجوم الإيراني؟

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech