لماذا تستفيد الصين من غياب الولايات المتحدة عن قمة المناخ COP30؟

نوفمبر ١٥, ٢٠٢٥

شارك المقال

لماذا تستفيد الصين من غياب الولايات المتحدة عن قمة المناخ COP30؟

مع غياب الولايات المتحدة عن القمة الدولية السنوية للمناخ COP30  التي تنظمها الأمم المتحدة، للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، تتصدر الصين دائرة الضوء كزعيمة في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.

للبرازيل جناح خاص بها يهيمن على قاعة المدخل في أرض مؤتمر المناخ COP30 المترامية الأطراف في مدينة بيليم البرازيلية في منطقة الأمازون، ويقوم المسؤولون التنفيذيون من أكبر شركات الطاقة النظيفة في البرازيل بتقديم رؤاهم لمستقبل أخضر لجمهور كبير باللغة الإنجليزية، ويعمل دبلوماسيوها خلف الكواليس لضمان محادثات بناءة.

كانت تلك هي الأدوار التي كانت من اختصاص واشنطن، ولكنها الآن تقع على عاتق بكين.

هيمنة صينية

يقول فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، في تصريحات لوكالة رويترز، إن هيمنة الصين في مجال الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية يعزز مكانتها في الدبلوماسية المناخية.

إن تحول الصين من حضور هادئ في مؤتمرات الأطراف في الأمم المتحدة إلى لاعب أكثر مركزية يسعى إلى جذب انتباه العالم يعكس تحولًا في المعركة ضد الاحتباس الحراري العالمي منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منصبه.

ترامب، الذي طالما شكك في تغير المناخ، سحب الولايات المتحدة -أكبر مُصدر تاريخي للانبعاثات في العالم- من اتفاقية باريس الدولية التاريخية للحد من الاحتباس الحراري. هذا العام، ولأول مرة على الإطلاق، رفض إرسال وفد رسمي رفيع المستوى لتمثيل المصالح الأمريكية في القمة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض تيلور روجرز لرويترز “الرئيس ترامب لن يعرض الأمن الاقتصادي والوطني لبلادنا للخطر من أجل تحقيق أهداف مناخية غامضة تقتل دولًا أخرى”.

انسحاب الولايات المتحدة

لكن المنتقدين يحذرون من أن انسحاب الولايات المتحدة من العملية يمثل خسارة لأرضية ثمينة في مفاوضات المناخ، خاصة وأن الصين، أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم حاليًا، تعمل على توسيع صناعاتها المتجددة والسيارات الكهربائية بسرعة.

قال حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، خلال زيارته للمؤتمر في وقت سابق من هذا الأسبوع: “الصين تدرك ذلك، أمريكا في وضع تنافسي حرج، إن لم ننتبه لما يفعلونه في هذا المجال، في سلاسل التوريد، وكيف يسيطرون على قطاع التصنيع، وكيف يغرقون المنطقة”.

الصين خلف الكواليس

تلعب الصين دورًا أكثر دهاءً خلف الكواليس في المفاوضات من خلال ملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة، والتي كانت معروفة بقدرتها على حشد الحكومات نحو الاتفاق، وفقًا لدبلوماسيين حاليين وسابقين شاركوا في المفاوضات.

قال دبلوماسي رفيع المستوى من اقتصاد ناشئ: “تدريجيًا، تتصرف الصين كضامن لنظام المناخ”. وأضاف: “لقد استثمروا كثيرًا في الاقتصاد الأخضر. إذا حدث أي تراجع، فسيخسرون”.

وقال أحد الدبلوماسيين البرازيليين إن الصين لعبت دورًا رئيسيًا في المساعدة على التوصل إلى اتفاق بشأن جدول أعمال مؤتمر الأطراف الثلاثين حتى قبل بدء المفاوضات، في حين أن دبلوماسييها في السنوات السابقة لم يكونوا يتدخلون إلا إذا كانت هناك قضية رئيسية بالنسبة لهم.

قالت سو بينياز، التي شغلت منصب نائبة المبعوث الأمريكي للمناخ في عهد جون كيري، وكانت من أبرز مهندسي اتفاقية باريس، إن الصين قادرة على جمع مصالح العالم النامي على نطاق واسع، بدءًا من الاقتصادات الناشئة الكبرى مثل مجموعة البريكس وصولًا إلى الدول النامية الصغيرة. وقد عملت عن كثب مع نظرائها الصينيين على أربع اتفاقيات ثنائية للمناخ، بما في ذلك الاتفاقية التي مهدت الطريق لاتفاقية باريس.

عالم جميل

وعلى النقيض من الأعوام السابقة، عندما كان لدى الصين جناح متواضع مع عدد قليل من المقاعد المتاحة في الغالب للوحات الفنية والأكاديمية، فإن جناحها في مؤتمر المناخ COP30 يحتل مساحة رئيسية بالقرب من المدخل بجوار البلد المضيف البرازيل.

وقال منغ شيانغفينغ، نائب رئيس شركة كاتل الصينية، أكبر شركة لصناعة البطاريات في العالم، أمام جمهور من الحضور يوم الخميس: “دعونا نكرم هذا الإرث ونحقق رؤية باريس مسترشدين برؤية المستقبل المشترك”.. “دعونا نعزز التعاون المناخي ونبني عالمًا نظيفًا وجميلًا معًا.”

توفر شركة البطاريات العملاقة بالفعل ثلث البطاريات لمصنعي السيارات الكهربائية بما في ذلك  تسلا، وفورد، وفولكس فاجن.. كانت هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها منظمة CATL حدثًا في مؤتمر الأطراف، سعيًا للوصول إلى جمهور من الحكومات والمنظمات غير الحكومية.

وفي وقت سابق من بعد ظهر ذلك اليوم، قال نائب وزير البيئة الصيني، لي قاو، أمام جمهور غفير من الحضور إن وضع الصين باعتبارها المنتج الرائد في العالم للطاقة المتجددة “يجلب فوائد للدول، وخاصة في الجنوب العالمي”.

كما قدمت شركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية العملاقة BYD أسطولًا من المركبات الهجينة القابلة للشحن والمتوافقة مع الوقود الحيوي المصنعة في مصنعها في باهيا بالبرازيل، للاستخدام في مؤتمر المناخ COP30.

وأشاد كل من رئيس مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أندريه كوريا دو لاغو والرئيسة التنفيذية لمؤتمر الأطراف الثلاثين في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ آنا دي توني بدور الصين باعتبارها رائدة في تكنولوجيا الطاقة النظيفة.

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech