هاجم عشرات المستوطنين الإسرائيليين الملثمين قريتين فلسطينيتين في الضفة الغربية المحتلة، وأشعلوا النيران في مركبات وممتلكات قبل أن يشتبكوا مع جنود إسرائيليين أُرسلوا لوقف الهجوم، وفق ما أفاد به مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون، وتعد هذه الحادثة أحدث حلقة في سلسلة من الهجمات التي ينفذها المستوطنون الشباب في الضفة الغربية.
ضبط 4 من المنفذين
أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن اعتقال أربعة إسرائيليين بتهمة “العنف المتطرف”، بينما أفاد الجيش بإصابة أربعة فلسطينيين خلال الهجمات، وقال جيش الاحتلال إن جنوده تدخلوا للرد على هجمات مستوطنين في قريتي بيت ليد ودير شرف بالضفة الغربية، لكن المستوطنين فروا لاحقًا إلى منطقة صناعية قريبة وهاجموا الجنود، مسببين أضرارًا بمركبة عسكرية، كما أعلنت الشرطة وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) عن فتح تحقيق مشترك في الحادث.
تصاعد العنف واتهامات بالفشل في الحماية
وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأن عدد هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال شهر أكتوبر بلغ أكثر من 260 هجومًا، وهو الأعلى منذ بدء رصد هذه الحوادث عام 2006.
ويتهم الفلسطينيون ونشطاء حقوق الإنسان جيش وشرطة الاحتلال بالفشل في حماية الفلسطينيين من هجمات المستوطنين، خاصة في ظل هيمنة مستوطنو الضفة الغربية على الحكومة الإسرائيلية وإشراف وزير الحكومة إيتامار بن غفير على الشرطة.
المستوطنون يضرمون النيران في ممتلكات فلسطينية
وأشار رئيس لجنة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان إلى أن المستوطنين أضرموا النار في أربع شاحنات ألبان وأراضٍ زراعية وأكواخ وخيام بدوية في الضفة الغربية.
وأضاف أن هذه الهجمات جزء من حملة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، متهمًا إسرائيل بمنح المستوطنين الحماية والحصانة، ومطالبًا بفرض عقوبات على الجماعات التي تدعم الاستيطان الاستعماري.
إدانات دولية وتحذيرات من خطورة الوضع
أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الهجمات خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس، مشيرًا إلى أن “عنف المستوطنين وتسارع مشاريع الاستيطان وصلا إلى مستويات جديدة، مما يهدد استقرار الضفة الغربية”، وأوضح ماكرون أن فرنسا ستواصل دعم الجهود الرامية للحفاظ على الأمن والاستقرار في الضفة الغربية ومنع أي تصعيد جديد.
استشها طفل فلسطيني بالضفة الغربية
في سياق آخر، استشهد طفل فلسطيني مساء اليوم متأثرًا بالاختناق نتيجة استنشاق غاز سام أطلقته قوات الاحتلال في جنوب نابلس بالضفة الغربية، كما أصيب فلسطيني برصاص الاحتلال في بلدة عقابا شمال طوباس، بينما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة حزما شمال القدس المحتلة، وسط إطلاق قنابل الغاز تجاه الفلسطينيين.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
ماكرون وعباس يعلنان تشكيل لجنة لصياغة دستور دولة فلسطين
