“ترامب” يجد ذريعة للتهديد بالتدخل العسكري في نيجيريا

نوفمبر ٢, ٢٠٢٥

شارك المقال

“ترامب” يجد ذريعة للتهديد بالتدخل العسكري في نيجيريا

تواجه نيجيريا، أكبر دول إفريقيا سكانًا، تصعيدًا أمريكيًا حادًا وصل إلى حد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف فوري لجميع المساعدات وشن عمل عسكري “سريع”، وذلك ردًا على ما وصفه بـ “القتل الممنهج لآلاف المسيحيين” وفشل الحكومة النيجيرية في قمع “الإرهابيين الإسلاميين” الذين يرتكبون هذه “الفظائع المروعة”، وفق تعبيره.

إعادة نيجيريا إلى “قائمة القلق”

وأوضح ترامب، في منشور عبر منصته “تروث سوشيال”، يوم السبت، أن الولايات المتحدة ستوقف فورًا جميع المساعدات لأكبر منتج للنفط في إفريقيا.

كما حذر من أنه إذا أرسلت واشنطن قواتها، فإنها ستدخل “وهي تشهر أسلحتها” بهدف “القضاء تمامًا” على مرتكبي هذه الهجمات، واصفًا نيجيريا بأنها “دولة مخزية” يجب أن تتحرك بسرعة.

وكتب ترامب: “إذا هاجمنا، فسيكون ذلك سريعًا وشرسًا وممتعًا، تمامًا كما يهاجم البلطجية الإرهابيون مسيحيينا الأعزاء!”.

ويأتي هذا التهديد العسكري المباشر بعد يوم واحد فقط من قيام إدارة ترامب بإعادة إدراج نيجيريا رسميًا على “قائمة الدول المثيرة للقلق” التابعة لوزارة الخارجية، وهي قائمة خاصة بالدول التي تعتبرها واشنطن منتهكة للحرية الدينية.

وكان ترامب قد أدرج نيجيريا على هذه القائمة خلال فترة ولايته الأولى، قبل أن يزيلها خلفه الديمقراطي جو بايدن في عام 2021.

ويبدو أن هذا التوجه يجد دعمًا داخل الإدارة، حيث أصدر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث منشورًا خاصًا به على منصة “إكس”، أكد فيه أن “وزارة الحرب تستعد للعمل”.

وأضاف هيغسيث: “إما أن تحمي الحكومة النيجيرية المسيحيين، أو سنقتل نحن الإرهابيين الإسلاميين”.

وكان ترامب قد صرح يوم الجمعة أن “آلاف المسيحيين” يُقتلون في نيجيريا على يد إسلاميين متطرفين، دون أن يقدم تفاصيل أو أدلة محددة، مكتفيًا بالدعوة إلى تحقيق من قبل لجنة المخصصات في مجلس النواب الأمريكي.

وتأتي هذه الخطوات متزامنة مع ضغوط مارستها جماعات دينية في واشنطن، ومشرعين جمهوريين مثل النائب توم كول، الذي أشاد بإعادة التصنيف، مشيرًا إلى ما أسماه “الاضطهاد المثير للقلق والمستمر للمسيحيين في جميع أنحاء البلاد”.

في المقابل، رفضت الحكومة في نيجيريا هذه الاتهامات بشدة، وكان الرئيس بولا أحمد تينوبو قد أصدر بيانًا، حتى قبل تهديد ترامب الأخير، دافع فيه عن سجل بلاده.

وقال تينوبو إن “وصف نيجيريا بأنها غير متسامحة دينيًا لا يعكس واقعنا الوطني”، مشيرًا إلى “الضمانات الدستورية لحماية المواطنين من جميع الأديان” والجهود الحكومية “المتسقة والصادقة” لحماية حرية المعتقد.

كما أكدت وزارة الخارجية النيجيرية، في بيان منفصل، تعهدها بمواصلة محاربة التطرف العنيف، معربة عن أملها في أن تظل واشنطن حليفًا وثيقًا.

وشددت الوزارة على أنها “ستواصل الدفاع عن جميع المواطنين، بغض النظر عن العرق أو العقيدة أو الدين”، مذكرةً بأن نيجيريا، مثل أمريكا، “ليس لديها خيار سوى الاحتفال بالتنوع الذي يمثل قوتنا الأعظم”.

يُذكر أنه رغم أن جماعة “بوكو حرام” روعت شمال شرق نيجيريا وقتلت عشرات الآلاف على مدى 15 عامًا، إلا أن خبراء في حقوق الإنسان يؤكدون أن معظم ضحايا الجماعة كانوا من المسلمين.

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech