في إطار جهودها المستمرة لتغيير السلطة في فنزويلا، حاولت الولايات المتحدة إغراء الطيار الجنرال بيتنر فيليجاس طيار رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو لخيانته، حيث كشفت وكالة "أسوشيتد برس" تفاصيل المخطط الذي قاده العميل الفيدرالي، إدوين لوبيز، ومحاولته إقناع الطيار بنقل رئيس فنزويلا إلى مكان خاضع للسلطات الأمريكية لاعتقاله مقابل الحصول على ثروة ضخمة وضمانات أمنية.
بدايات الاتصال مع طيار مادورو
بدأ المخطط عندما وصل إلى السفارة الأمريكية في جمهورية الدومينيكان في أبريل 2024 بلاغ عن طائرات يُزعم أنها تخص رئيس فنزويلا وتخضع لصيانة في الجزيرة، ما قد يشكّل خرقًا للعقوبات الأمريكية.
كان لوبيز، هو الملحق الأمني في السفارة آنذاك، وقام بفتح نقاش مع طيار رئيس فنزويلا تحت ذريعة التحقيق العادي، حيث التقى به في حظيرة طائرات بأحد مطارات سانتو دومينغو، ووجه إلى الطيار أسئلة حول ما إذا كان قد حلق مع مادورو أو سلفه تشافيز، واعترف فيليجاس في النهاية بأنه طيار لهما.
عرض لوبيز على الطيار تفاصيل المخطط لتسليم مادورو سرًا إلى أمريكا، إلا أن فيليجاس اكتفى بتقديم رقم هاتفه ولم يلتزم بشيء.
وعلى مدى ستة عشر شهرًا، واصل العميل لوبيز التواصل مع طيار رئيس فنزويلا عبر تطبيق مراسلة مشفّر، وأكد له بأنه “سيكون رجلاً ثريًا للغاية” إذا وافق على العرض، حيث وصلت المكافأة إلى 50 مليون دولار، لكن الإغراءات لم تفلح في كسر الولاء بين الطيار والرئيس الفنزويلي.
محاولة هز ثقة مادورو في طياره
عندما بدا أن طيار رئيس فنزويلا لن يقتنع بالمشروع، تحولت خطة الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى استراتيجية نفسية تهدف إلى زعزعة ثقة مادورو في طياره، حيث نشرت معارضة تدوينة ساخرة بمناسبة عيد ميلاد الطيار، مدعية أن هناك “صورًا مثيرة” قد تضعفه أمام مادورو، في محاولة لإثارة الشكوك حول خيانته.
وسرعان ما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد لطائرة مادورو تحلق، ثم تعود فجأة إلى مطار كاراكاس، ما أثار تكهنات واسعة بين أنصار المعارضة ومراقبي الشأن الفنزويلي بشأن تحرّكات الرئيس وطياره المقرب، وعلى الرغم من الضغوط احتفظ فيليجاس بمكانه داخل الطائرة الرئاسية، كما ظهر في برنامج تلفزيوني رسمي بجانب وزير الداخلية ليثبت ولائه.
وتكشف هذه المحاولة عن مدى التصميم الأمريكي للوصول إلى مادورو عبر ضرب محيطه المقرب، واستغلال طيار رئيس فنزويلا كحلقة ضعف محتملة، إلا أن الولاء بين مادورو ورفاقه ظل راسخًا أمام محاولات العزل والتأثير الخارجي.
ويرى مراقبون أن استهداف رجال المقربين من مادورو يُمثّل محاولة لتفكيك منظومته الأمنية تدريجيًا، لكن فشل تجنيد طيار رئيس فنزويلا يُعد درسًا عمليًا عن صعوبة اختراق شبكات الثقة داخل الأجنحة العليا للنظام الفنزويلي.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
هل يحق لترامب الترشح لولاية ثالثة؟













