اعترضت قوات الاحتلال اليوم الجمعة السفينة الأخيرة من “أسطول الحرية”، وهو تحالف دولي يهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على غزة.
كانت السفينة التي حملت اسم “مارينيت”، تبحر متأخرة عن باقي القوارب قبل أن يصعد الجنود الإسرائيليون على متنها في مشهد بُثّ مباشرة للعالم، وقبل ذلك اعترضت قوات الاحتلال 41 قاربا آخر، حيث اعتُقل نحو 450 ناشطاً من جنسيات مختلفة، بينهم شخصيات بارزة مثل الناشطة السويدية جريتا ثونبرج وحفيد الزعيم نيلسون مانديلا.
أثار اعتراض “أسطول الحرية” واعتقال النشطاء موجة من المظاهرات العارمة في مختلف قارات العالم، ففي إيطاليا، خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع بعد دعوة كبرى النقابات العمالية إلى إضراب عام تضامناً مع غزة والأسطول، حيث أدى الإضراب إلى تعطيل مئات القطارات وتأخير العديد من الرحلات الجوية وإغلاق مدارس وجامعات.
كما شهدت فرنسا وإسبانيا وسويسرا تظاهرات واسعة رُفعت خلالها الأعلام الفلسطينية وهتف المتظاهرون بشعارات تنادي بإنهاء الحرب على غزة.
في ميناء أشدود، ظهر وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير في مقطع مصور وهو يواجه نشطاء “أسطول الحرية” المعتقلين، وسخر من محاولتهم إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ورد النشطاء بدورهم بهتافات مناهضة للاحتلال، بينها “حرروا فلسطين”، وقد أثار المقطع جدلاً واسعاً، حيث اعتبره مراقبون دليلاً على سياسة إسرائيل المتشددة تجاه أي مبادرة مدنية تهدف إلى كسر الحصار.
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية ظهر اليوم الجمعة ترحيل أربعة مواطنين إيطاليين من بين المعتقلين، وأكدت أن إسرائيل “حريصة على إنهاء هذا الإجراء بأسرع وقت ممكن”.
وفي المقابل، استمر نشر مئات من عناصر الشرطة في ميناء أشدود بالتزامن مع عطلة يوم الغفران اليهودي، تحسباً لأي اضطرابات ناتجة عن الاعتصامات أو المظاهرات المؤيدة للنشطاء، ورغم أن إسرائيل بررت اعتراض “أسطول الحرية” باتهام بعض أعضائه بالارتباط بحركة حماس، إلا أنها لم تقدم أدلة واضحة، الأمر الذي رفضه النشطاء جملة وتفصيلاً.
لم تثنِ عمليات الاعتراض المتتالية عزيمة النشطاء المشاركين في “أسطول الحرية”، ففي قبرص، رست إحدى السفن المشاركة وعلى متنها 21 ناشطاً بعد أن عادت أدراجها لتجنب المواجهة مع البحرية الإسرائيلية.
وأكد قائد السفينة، الفلسطيني أسامة قشوع، أن مهمتهم كانت داعمة لبقية القافلة، لكنه شدد على أن النشطاء “على الجانب الصحيح من التاريخ” وأنهم سيواصلون المحاولات في المستقبل.
رغم اعتراض السفن السابقة، كشف مراقبو حركة القوارب أن مجموعة جديدة من تسع سفن تابعة لتحالف “أسطول الحرية” وتحالف “ألف مادلين” انطلقت من إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط الأسبوع الماضي، وهي في طريقها إلى غزة.
وتعكس هذه المبادرات، رغم المخاطر، إصراراً دولياً على مواجهة الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات طويلة.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
موجة غضب عالمية بعد اعتراض إسرائيل “أسطول الحرية” المتجه لغزة
إنفوجرافيك | توني بلير حاكمًا مؤقتًا لغزة
الأمم المتحدة تكشف عن انتهاكات إسرائيلية واسعة ضد المدنيين في لبنان