أحيا حزب الله اللبناني، السبت، ذكرى مرور عام على اغتيال زعيمها حسن نصر الله على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية في بداية حرب أنهكت في نهاية المطاف جماعته القوية ذات يوم وأدت إلى تدمير مساحات واسعة من لبنان.
وأدت سلسلة من القنابل الإسرائيلية الخارقة للتحصينات على مجمع للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت إلى مقتل نصر الله، الذي قاد الحزب لأكثر من 30 عامًا.
وقُتل خليفته المُحتمل، هاشم صفي الدين، بعد أسابيع، والآن، تتزايد الضغوط على الجماعة لنزع سلاحها، وهو مطلب رفضه حزب الله.
وألقى الأمين العام للحزب نعيم قاسم، الذي تولى منصبه بعد شهر من اغتيال نصر الله، كلمة بمناسبة الذكرى، أكد فيها أن الحزب لن يسمح بنزع سلاحه، وحذر من مواجهة شرسة، واصفًا المعركة بأنها وجودية يستطيع الحزب مواجهتها.
و أضاف أن نزع سلاح الحزب يعني نزع قوة لبنان، مؤكدًا أن “الحزب سيواجه هذا الهدف الذي يخدم إسرائيل، مواجهة كربلائية”، وفق تعبيره.
وتابع: “سنواجه أي مشروع يخدم إسرائيل ولو ألبسه البعض الطابع الوطني”، وحذر الحكومة، قائلًا إن “السفينة ستغرق بالجميع”، مؤكدًا أن “إسرائيل هي الخطر المركزي للمنطقة”.
وتجمعت حشود من بينهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني في معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، جنوب وشرق لبنان، لإحياء ذكرى هذا اليوم.
وأقيم هذا العرض رغم أوامر رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، ومحافظ بيروت بعدم القيام بذلك، ما أثار غضب المعارضين اللبنانيين لحزب الله الذين قالوا إن المنحدرات لا ينبغي أن تستخدم في العروض السياسية.
أصبح نصر الله أمينًا عامًا للحزب في عام 1992، وهو في الـ35 من عمره فقط، بعد مقتل سلفه السيد عباس الموسوي في هجوم بطائرة هليكوبتر إسرائيلية.
في اليوم التالي للهجوم الذي شنته حماس عبر الحدود على الأراضي المحتلة، في 7 أكتوبر 2023، دخل حزب الله المعركة تضامنًا مع حليفه الفلسطيني بإطلاق النار على إسرائيل من جنوب لبنان.
وقد أدى ذلك إلى تبادل لإطلاق النار لمدة عام تقريبًا قبل أن تُصعِّد إسرائيل بشكل حاد من خلال تفجير أجهزة اتصال محملة بالمتفجرات يستخدمها الحزب، وقصف البلاد بضربات جوية وإرسال قوات إلى جنوب لبنان.
قُتل أكثر من 4000 شخص في نهاية المطاف في الهجوم العسكري الإسرائيلي، من بينهم أكثر من 300 طفل، ورغم الهدنة، تواصل إسرائيل شنّ غاراتٍ قاتلة في لبنان. ويُصرّح الجيش الإسرائيلي باستهدافه مقاتلي الحزب والمنشآت التي يستخدمها الحزب لتخزين الأسلحة.
حالت الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية دون دفن نصر الله رسميًا لأشهر، ومنذ ذلك الحين، توافد أتباعه على قبره للدعاء له.