logo alelm
بعد هجوم الدوحة.. هل يوقف ترامب نتنياهو؟

في ظلّ التوترات المتصاعدة بالمنطقة وخصوصًا بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة على قطر، تثار تساؤلات ملحّة حول مستقبل الاعتداءات الإسرائيلية وما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قادرًا على كبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف المحيط به. إذ مثّل الاعتداء الأخير الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة اختبارًا حقيقيًا للعلاقات الأمريكية–الخليجية، وفتح بابًا واسعًا للنقاش حول حدود النفوذ الإسرائيلي وحدود الغطاء الأمريكي الممنوح له.

وخلال تلك التطورات، وجدت قطر التي تُعرف بسياساتها القائمة على الحياد والوساطة، وتستضيف واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، نفسها في مواجهة مباشرة مع عدوان مسلح غير مبرر، ما أثار علامات استفهام حول الموقف الأمريكي ودوره في حماية حلفائه.

الموقف الأمريكي موضع تساؤل

قال الأكاديمي والباحث السياسي، الدكتور عايد المناع، إن نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف لا يبالون بمواقف ترامب، بل قد يسعون إلى الالتفاف عليها. مشيرًا خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية، إلى أن الهجوم الإسرائيلي على دولة ترتبط بتحالف وثيق مع الولايات المتحدة ويقام على أرضها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، يطرح تساؤلات مشروعة: “هل من المعقول أن تُقدم إسرائيل على هذا العمل دون علم واشنطن؟ وهل يعقل أن تصل الطائرات أو الصواريخ أو المسيّرات إلى الدوحة من فلسطين المحتلة دون أن تتحرك القاعدة الأمريكية أو ترصدها راداراتها؟”.

ويضيف المناع أن رئيس الوزراء القطري نفسه أكد أن بلاده أُبلغت بالهجوم بعد عشر دقائق فقط، أي بعد فوات الأوان، معتبرًا أن ذلك يكشف عن غياب الحزم والجدية في الموقف الأمريكي. “كان يفترض بالإدارة الأمريكية، وخصوصًا الرئاسة، أن تتعامل مع الأمر بحزم وموضوعية أكبر”. يقول المناع، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة هي من طلبت من قطر الإبقاء على وفد حركة حماس لديها حتى تتاح فرصة التفاوض بشأن غزة والمختطفين الإسرائيليين.

تهديدات سابقة وتصعيد خطير

شدّد المناع على أن ما جرى لا يمكن النظر إليه بمعزل عن تصريحات سابقة لنتنياهو، الذي هدّد علنًا بملاحقة حماس في الداخل والخارج، مشيرًا بشكل واضح إلى قطر. ويرى أن هذا الاعتداء يشكّل تحديًا مباشرًا لدول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة، وليس لقطر وحدها، إذ يُظهر إسرائيل كقوة متجاوزة للحدود والأعراف الدولية.

وأوضح المناع أن الاعتداء يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة عضو في المنظمات الإقليمية والدولية كافة. وأضاف: “حتى وجود بعض ممثلي حماس السياسيين في الدوحة لا يبرر إطلاقًا القيام بعمل عدواني. هؤلاء ليسوا مقاتلين، بل سياسيون انخرطوا في جهود الوساطة القطرية–المصرية–الأمريكية لإيجاد حل لأزمة المختطفين الإسرائيليين وللتخفيف من المأساة الإنسانية التي تعاني منها غزة منذ 7 أكتوبر 2023”.

وأشار المناع إلى أن قطر دولة محايدة وسلمية، وحليف استراتيجي لواشنطن، وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، وكان يفترض أن تراعي إسرائيل هذه الحقائق القانونية والدبلوماسية. لكنه استدرك بالقول: “يبدو للأسف الشديد أن عين الرضا الأمريكية نحو إسرائيل أكبر من أي اعتبار آخر”. وفي ختام حديثه، أكد أن الرد على ما جرى لن يكون عسكريًا، بل سياسيًا في المقام الأول، عبر اتخاذ إجراءات واضحة ضد الحكومة الإسرائيلية ومن يساندها. واعتبر أن ما حدث يجب أن يكون جرس إنذار لدول المنطقة حول جدية التحدي الإسرائيلي، وضرورة صياغة موقف جماعي أكثر صرامة في مواجهة سياسات تل أبيب.

اقرأ أيضًا:

السعودية تدين الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر
المستهدفون من الضربة الإسرائيلية في قطر
إسرائيل تستهدف قيادات حماس في قطر

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

كيف تحمي نفسك من المقاطع العنيفة على وسائل التواصل الاجتماعي؟