توقع الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور فارس البيل، إن أي تصعيد من ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر ردًا على الضربات الإسرائيلية الأخيرة سيجعلها هدفًا للاستهداف الكامل، لأنها لم تعد تملك خيارات عسكرية مفاجئة، مشيرًا إلى أن المسافة بين الإسرائيليين والحوثيين لن تمنح الميليشيا سوى مساحة البحر الأحمر للمناورة، وأنها أصبحت الآن هدفًا كاملاً للاستهداف.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استهدف اجتماعاً لقيادات بارزة، في غارة على صنعاء، أسفرت عن مقتل رئيس الحكومة الحوثية أحمد الرهوي وعدد من الوزراء، بالإضافة إلى إصابة مسؤولين آخرين بجروح متفرقة، فيما تعهدت جماعة الحوثيين بالانتقام لمقتل قاداتها.
وأضاف في مداخلة هاتفية مع قناة “الإخبارية” أن ميليشيا الحوثي قامت بمغامرات أربكت الاقتصاد العالمي وأثرت على الأمن الدولي والاقتصادي، وقد أدرك العالم خطورة هذه الميليشيا، مما غيّر وجهات نظر العديد من الوسطاء الدوليين والمجتمع الدولي الذين كانوا يراهنون على أن هذه الجماعة يمكن أن تتحول إلى قوة سياسية وتصبح شريكًا في الحالة السياسية.
وأشار إلى أن هناك الارتباك داخل الميليشيا حيث أن القيادات العسكرية والأمنية مختفية منذ أكثر من خمسة أشهر، ولم تعد تظهر في الأماكن العامة، وأنهم غادروا منازلهم ويتحصنون الآن في مناطق مثل صعدة وعمران، بينما دفعت الميليشيا بوجوه غير قيادية إلى الواجهة.
وأوضح أن هذه الوجوه الجديدة لا تملك سلطة القرار داخل الكيان الحوثي، وأن كل وزير لديه ما يسمى بـ “المشرف” وهو شخصية غامضة تدير الوزارة، كما أشار إلى أن من يدير رئاسة الوزراء الان هو شخصية تدعى “محمد مفتاح”، الذي عُين الآن وزيرًا للوزراء بعد استهداف رئيس الوزراء، مما يؤكد أن الميليشيا لم تعد تملك القدرة على إيجاد مدنيين يمكن وضعهم في الواجهة، وهذا يؤكد خسارتها الكبيرة.
وأفاد بأن عددًا من كوادر الميليشيا قد لقوا حتفهم في هذه الضربة، ولم يتبق من التشكيلة الحكومية سوى أربعة وزراء فقط لم يحضروا الاجتماع، وعلى الرغم من أن المعلومات لم تُؤكد رسميًا، إلا أن الأنباء الواردة تؤكد أن عدد الذين سقطوا في هذه الضربة كان كبيرًا جدًا.
اقرأ أيضًا :
إسرائيل تضرب صنعاء وتستهدف عشرات المواقع الحيوية.. ماذا يحدث في اليمن؟