سلّط موقع “Axios” الأميركي، الضوء على أن تصاعد التوترات العسكرية بين الكيان المحتل وإيران، لا سيما بعد العمليات الأخيرة في طهران، يعيد إلى الواجهة نقاشًا واسعًا داخل الدوائر السياسية في واشنطن وتل أبيب حول إمكانية تغيير النظام الإيراني كخيار استراتيجي طويل الأمد.
وبحسب الموقع، فإن دوائر أميركية قريبة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأطراف إسرائيلية داخل الحكومة الحالية ترى أن الفرصة أصبحت “نادرة واستراتيجية” للضغط على النظام الإيراني في لحظة ضعف ناتجة عن اضطرابات داخلية وتحديات اقتصادية وأمنية متزايدة.
أشار التقرير أن بعض مستشاري ترامب، الذين لا يزال لهم حضور داخل الحزب الجمهوري، يدفعون باتجاه إعادة تفعيل خيار تغيير النظام الإيراني كوسيلة لحل الصراع الإقليمي، خصوصًا في ظل فشل المساعي الدبلوماسية لاحتواء البرنامج النووي الإيراني وتوسع نفوذ طهران في العراق وسوريا ولبنان.
ونقل موقع “Axios” عن مصادر مطلعة في الكونغرس أن “المقاربة السلمية لم تعد مجدية” في التعامل مع طهران، وأن هناك “نافذة نادرة” لتحقيق أهداف استراتيجية، خاصة مع عودة “ترامب” إلى البيت الأبيض.
في المقابل، يتزايد الجدل داخل إسرائيل حول كيفية استغلال الوضع الراهن، فبينما يرى جناح متشدد في الحكومة أن الوقت مناسب لدفع نحو انهيار النظام الإيراني من الداخل، يحذر مسؤولون استخباراتيون من أن غياب البديل قد يقود إلى فوضى إقليمية على غرار ما حدث بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق.
وأكد التقرير أن تل أبيب، رغم تنفيذها لسلسلة من الضربات الجوية والاغتيالات داخل إيران، ما تزال مترددة في إعلان موقف صريح بشأن خيار تغيير النظام الإيراني، لكنها لا تستبعد أن يكون انهيار السلطة المركزية في طهران أحد السيناريوهات التي يجري إعدادها.
وذكر التقرير أن مقربين من “ترامب” يعتبرون أن النظام الإيراني هو “الجذر الأساسي للاضطرابات في الشرق الأوسط”، وأن تفكيكه قد يعيد تشكيل الخارطة الجيوسياسية بالكامل.
وشدد التقرير على أن الحديث عن تغيير النظام الإيراني لا يزال بعيدًا عن أن يتحول إلى سياسة رسمية معلنة، لكنه يكتسب زخمًا في الخطاب السياسي الأميركي والإسرائيلي، في وقت تشتد فيه التوترات ويتراجع الاستقرار داخل إيران نفسها.