يونيو ٣, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
مقترح نووي أمريكي لإيران.. أبرز الملامح

كشفت الإدارة الأمريكية يوم السبت عن تقديمها مقترحًا جديدًا لإيران، يهدف إلى التوصل لتسوية بشأن برنامجها النووي. هذا التحرك الدبلوماسي، الذي وصفته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت بأنه يتضمن مقترحًا “مفصلاً ومقبولاً” قدمه المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف، يأتي في وقت حرج يتزامن مع تزايد القلق الدولي.

من جانبه، أقر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بتلقي طهران “عناصر صفقة أمريكية” عبر الوساطة العمانية، وذلك خلال زيارة قام بها نظيره العماني بدر البوسعيدي للعاصمة الإيرانية. وفي تدوينة له على منصة تويتر، أشار عراقجي إلى أن الرد الإيراني على المقترح الأمريكي سيكون “بالشكل المناسب وبما يتماشى مع المبادئ والمصالح الوطنية وحقوق الشعب الإيراني”، دون الخوض في تفاصيل العرض الذي لا تزال بنوده الدقيقة غير معلنة.

وتأتي هذه المبادرة الأمريكية في أعقاب تقييم مقلق أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية – اطلعت عليه شبكة “بي بي سي” – أظهر أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 60% يتجاوز حاليًا 400 كيلوغرام. هذه النسبة تقترب بشكل خطير من مستوى 90% اللازم لإنتاج أسلحة ذرية، وتتجاوز بكثير ما هو مطلوب للاستخدامات السلمية للطاقة النووية أو الأغراض البحثية. ووفقًا للتقرير، فإن الكمية الحالية تكفي نظريًا لإنتاج ما يقرب من عشرة أسلحة نووية إذا ما تم تخصيبها إلى مستويات أعلى، مما يجعل إيران الدولة الوحيدة غير الحائزة للسلاح النووي التي تنتج اليورانيوم بهذه الدرجة العالية من التخصيب.

هذه المعطيات قد تدفع بالولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين (بريطانيا، فرنسا، وألمانيا) إلى ممارسة ضغوط باتجاه إصدار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرار إدانة ضد إيران بسبب انتهاكها لالتزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي.

وفي تعليقها يوم السبت، شددت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، على أن قبول طهران بالاتفاق المقترح “يخدم مصلحتها”، مجددةً تأكيد الرئيس ترامب على الموقف الأمريكي الثابت بأن “إيران لا يمكنها أبدًا الحصول على قنبلة نووية”.

في المقابل، تصر طهران على سلمية برنامجها النووي. ووصفت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية يوم السبت تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه “ذو دوافع سياسية” ويتضمن “اتهامات لا أساس لها”، مهددة بأن إيران سوف “تنفذ التدابير المناسبة” ردًا على أي محاولة لاتخاذ إجراءات ضدها في اجتماع مجلس محافظي الوكالة.

تفاصيل المقترح النووي الأمريكي

لم تُعلن الإدارة الأمريكية عن تفاصيل المقترح الذي قدمته لإيران، ولكن وسائل إعلام نشرت بعض التسريبات التي أشارت إلى أن المقترح الأمريكي والذي قدمته سلطنة عُمان تضمن إنشاء منظومة إقليمية مشتركة لتخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية البحتة.

وبحسب ما نقلته قناة العربية.نت عن مصدر مطلع فإنه وبموجب هذا الطرح، ستخضع هذه المنظومة لآلية إشراف دولي وثنائي صارمة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة، مع اشتراط واشنطن أن يكون مقر هذا الكيان الإقليمي خارج الأراضي الإيرانية.

وإلى جانب ذلك، طُرح تصور بديل يتمثل في اعتراف أمريكي مشروط بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، شريطة أن تقوم السلطات الإيرانية بتعليق شامل وفوري لكافة أنشطتها في هذا المجال الحساس.

وفي أول تعليق إيراني، أكد الوزير عراقجي أن بلاده ستدرس العرض الأمريكي بعناية، وأن ردها المرتقب سيكون “بما يتماشى مع المبادئ والمصالح الوطنية وحقوق الشعب الإيراني”. ويُشار إلى أن الاستراتيجية الأمريكية المعلنة سابقًا تهدف إلى التوصل أولاً إلى “اتفاق مبدئي” أو إطار عام، على أن تتولى فرق فنية متخصصة من الجانبين لاحقًا مهمة صياغة بنود اتفاق تفصيلي ونهائي. ومن المتوقع أن تُعقد جولة سادسة من المباحثات، التي بدأت في 12 أبريل الماضي، لمواصلة هذه الجهود.

وتجري هذه المحاولات الدبلوماسية على وقع تقرير سري جديد ومقلق صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد تسارع وتيرة أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية. ووصف التقرير أيضًا مستوى تعاون طهران مع مفتشي الوكالة بأنه “أقل من مرضٍ”، مما يزيد من تعقيد المشهد التفاوضي ويرفع منسوب الضغط على جميع الأطراف المعنية.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

كيف تتعامل الصين مع القيود الأمريكية على الرقائق؟

المقالة التالية

ما حقيقة تدهور الحالة الصحية للفنان عادل إمام؟