ألقت المواجهات والتوترات الأخيرة بين الهند وباكستان بظلالها على صناعة الطيران التجاري، ما أدى إلى تعطيل الرحلات وتحويل مسارها بل وإلغاء بعضها.
وفي 7 مايو، شنت الهند هجمات على البنية التحتية الباكستانية مستهدفة 9 مواقع في عمق الأراضي داخل باكستان، فيما زعمت الأخيرة أنها أسقطت 5 طائرات هندية مقاتلة. وجاءت تلك المواجهات بعد أسبوعين من تعرض كشمير الهندية لهجمة إرهابية أسفرت عن مقتل 26 شخصًا، وألقت باللوم فيها على إرهابيين مدعومين من باكستان. وفي أعقاب تلك المواجهات، أعلنت عدة شركات طيران عن إعادة توجيه أو إلغاء رحلاتها فوق المنطقة أو بالقرب منها.
وبحسب ما نقله موقع FlightRadar24 لتتبع الرحلات الجوية، فإن هناك الكثير من الرحلات التي تم إلغاؤها أو تحويلها حتى تبتعد عن المجال الجوي الباكستاني. فيما تم إغلاق عدة مطارات في شمال الهند. كانت الهند اتخذت سلسلة من الإجراءات ضد باكستان خلال الشهر الماضي، من بينها تعليق اتفاقية تقاسم المياه، وردت باكستان بإغلاق مجالها الجوي أمام شركات الطيران الهندية منذ 24 أبريل الماضي، واتخذت الهند خطوات مماثلة.
تعتمد الهند بشكل كبير على المجال الجوي الباكستاني، وتشغّل شركات الطيران الهندية نحو 4000 رحلة مباشرة أسبوعيًا عبر أكثر من 200 مسار تربط 61 وجهة دولية. وتستخدم 20% من الرحلات الجوية الهندية المتجهة إلى وجهات أجنبية و30% من الرحلات المتجهة غربًا، المسارات الجوية العابرة لباكستان. وتتصل هذه الرحلات بشكل رئيسي بمدينتي أمريتسار ولوكناو في شمال الهند، بالإضافة إلى العاصمة نيودلهي.
على الجانب الآخر، فالوضع مختلف بالنسبة لباكستان، إذ إن 99% من رحلات شركات الطيران الباكستانية، لا تحتاج إلى المرور عبر المجال الجوي الهندي. ولذلك فإن 8 رحلات أسبوعية فقط للخطوط الباكستانية من المرجح أن تتأثر بالحظر الجوي الهندي. وهناك أيضًا بعض الرحلات الجوية الهندية التي يمكن أن تتفادى المرور فوق باكستان من خلال إجراء تحويلة بسيطة، مثل الرحلات المنطلقة من نيودلهي ونيروبي أو مدينتي لكناو ومسقط.
وأظهر تحليل أجرته رويترز لـ 75 رحلة جوية يومية بين مدن دلهي وأمريتسار ولوكناو في شمال الهند والوجهات التي تتطلب عبورها باكستان أن مدة هذه الرحلات زادت بمقدار 47 دقيقة في المتوسط بعد أن أغلقت باكستان مجالها الجوي في 24 أبريل. وتراوحت الزيادة في المدة من دقائق للرحلات المتجهة إلى الدوحة وجدة ودبي في الشرق الأوسط، وصولًا إلى 4 ساعات في الرحلات المتجهة إلى مدن سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة وفانكوفر في كندا. أما الرحلات المتجهة إلى الأمريكتين فأضافت 2.8 ساعة إلى مدة الطيران الأصلية باستثناء التوقفات المخصصة للتزود بالوقود.
وزادت الرحلات المتجهة إلى أوروبا بما يزيد عن ساعة في المتوسط، أما الرحلات المتجهة إلى الشرق الأوسط فكانت الأقل تأثرًا إذ زاد وقتها بحوالي 18 دقيقة في المتوسط. واضطرت شركات أخرى مثل الخطوط الجوية الفرنسية لتعليق التحليق فوق باكستان لإشعار آخر، كما قالت شركة لوفتهانزا إنها تتجنب المجال الجوي الباكستاني حتى إشعار آخر. ولا تقتصر تداعيات الاضطرابات في الملاحة الجوية على تأخير الرحلات أو طول مدتها، ولكنها تنعكس على انخفاض الأرباح من رسوم عبور الأجواء والتي قد تصل إلى مئات الدولارات للرحلة الواحدة.
اقرأ أيضًا:
السلاح الصيني يلمع في الحرب الباكستانية الهندية
إنفوجرافيك| هجمات الهند على باكستان في عيون زعماء العالم
إنفوجرافيك| الهند تتفوق على باكستان في ميزانية الدفاع