قال الرئيس دونالد ترامب إنه يوجه حكومته لإعادة فتح وتوسيع سجن ألكاتراز، وهو السجن السابق سيئ السمعة في جزيرة يصعب الوصول إليها قبالة سان فرانسيسكو في كاليفورنيا والذي أُغلق منذ أكثر من 60 عامًا.
كان توجيه ترامب بإعادة بناء السجن المغلق منذ فترة طويلة وإعادة فتحه أحدث دفعة في جهوده الرامية إلى إصلاح كيفية وأماكن احتجاز السجناء الفيدراليين والمحتجزين بسبب الهجرة، لكن من المرجح أن تكون هذه الخطوة مكلفة وصعبة، فقد أُغلق السجن عام 1963 بسبب تهالك بنيته التحتية وارتفاع تكاليف إصلاح وتجهيز مرفق الجزيرة.
كان من المقرر أن يصبح سجن ألكاتراز حصنًا دفاعيًا بحريًا في الأصل، وجرى تخصيصه كمقر إقامة للمجرمين العسكريين في عام 1861، وضم مجموعة متنوعة من السجناء في سنواته الأولى، في عام 1907 تم تعيين جزيرة ألكاتراز فرع المحيط الهادئ للسجن العسكري للولايات المتحدة، وجرى الانتهاء من بناء السجن الحديث بعد 4 سنوات، في عام 1933 نقل الجيش الأمريكي السيطرة على السجن إلى وزارة العدل المدنية، ومن عام 1934 إلى عام 1963، كان سجن ألكاتراز بمثابة سجن فيدرالي لبعض أخطر المدانين في نظام السجون الأمريكية.
كان السجن -الذي اشتهر بأنه لا مفر منه بسبب التيارات المحيطية القوية ومياه المحيط الهادئ الباردة المحيطة به- يُعرف باسم “الصخرة” وكان يضم بعضًا من أكثر المجرمين شهرة في البلاد، بما في ذلك رجل العصابات آل كابوني وجورج “ماشين جان” كيلي.
أدت التكلفة المرتبطة بصيانة السجن، وخاصة تكلفة نقل المياه العذبة إليه والنفايات بعيدًا عنه، إلى إغلاق المنشأة في 21 مارس 1963.
خلال 29 عامًا من العمل، حاول 36 رجلًا الهروب 14 مرة، وفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، أُلقي القبض على جميعهم تقريبًا أو لم ينجوا من المحاولة.. إن مصير ثلاثة سجناء معينين – جون أنجلين، وشقيقه كلارنس، وفرانك موريس – مثير للجدل إلى حد ما، وقد تم تجسيده في فيلم “الهروب من ألكاتراز” عام 1979 بطولة كلينت إيستوود.
في منشور على موقعه “تروث سوشيال” مساء الأحد، كتب ترامب: “لطالما عانت أمريكا من مجرمين أشرار، عنيفين، ومتكرري الجرائم، هم حثالة المجتمع، الذين لن يُسهموا إلا في البؤس والمعاناة، عندما كنا أمة أكثر جدية، في الماضي، لم نتردد في حبس أخطر المجرمين، وإبعادهم عن أي شخص قد يُلحقون به الأذى. هكذا ينبغي أن يكون الحال”.
وتابع ترامب: “ولهذا السبب، فإنني أوجه اليوم مكتب السجون، بالتعاون مع وزارة العدل، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ووزارة الأمن الداخلي، لإعادة فتح سجن ألكاتراز الموسع والمعاد بناؤه بشكل كبير، لإيواء أكثر المجرمين قسوة وعنفًا في أمريكا”.
يأتي هذا الأمر في وقتٍ يُواجه فيه ترامب المحاكم في محاولته إرسال أعضاء العصابات المتهمين إلى سجن شديد الحراسة في السلفادور، دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة. كما طرح ترامب فكرةً مشكوكًا فيها قانونيًا، وهي إرسال بعض السجناء الفيدراليين الأمريكيين إلى مركز احتجاز الإرهابيين، المعروف باسم CECOT.
كما أصدر ترامب توجيهات بفتح مركز احتجاز في خليج غوانتانامو في كوبا لاحتجاز ما يصل إلى 30 ألف شخص ممن وصفهم بـ”أسوأ المجرمين الأجانب”.
