قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، إن روسيا تملك من القوة والموارد ما يكفي لتحقيق أهدافها في أوكرانيا وإنهاء الحرب وفقًا للنتائج التي تطمح إليها.
جاء ذلك خلال زيارته إلى متحف الحرب الوطنية العظمى في موسكو، حيث تحدث أمام صورة للقيصر ألكسندر الثالث، مشيرًا إلى أن موسكو لا تود استخدام الأسلحة النووية في هذه الحرب، لكنه لم يستبعد احتمالية ذلك في حال تطلب الأمر.
إثر بداية الحرب في فبراير 2022، التي وصفت بأنها أكبر صراع بري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، تكبد الطرفان خسائر بشرية كبيرة.
بوتين، الذي يواجه انتقادات من قبل قادة غربيين واتهامات بالسعي للهيمنة على أوكرانيا، يُصر على أن أهداف بلاده في أوكرانيا مشروعة، موضحًا أن ما حدث هو «رد على الاستفزازات الغربية». ويرى بوتين أن التصعيد ضد روسيا جاء نتيجة توسع حلف الناتو بعد سقوط جدار برلين في 1989، وهو ما اعتبره إهانة لمكانة روسيا الدولية.
في تصريحاتٍ له على قناة التلفزيون الحكومي الروسي، رد بوتين على سؤال حول احتمالية تصعيد النزاع إلى مستوى استخدام الأسلحة النووية، قائلًا إن موسكو كانت دائمًا تسعى إلى تجنب مثل هذا السيناريو.
وأوضح: «لم نحتج إلى استخدام تلك الأسلحة حتى الآن، وأتمنى ألا نضطر إلى ذلك في المستقبل».
يأتي ذلك في وقتٍ تستمر فيه الضغوط الدولية على روسيا، خاصة من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، التي دعمت أوكرانيا في مواجهة الاحتلال الروسي.
رغم التوقعات الدولية المتزايدة بإمكانية توسع النزاع ليشمل حربًا عالمية ثالثة، تواصل القوى الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، ضغوطها على موسكو لتحقيق تسوية سلمية.
الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أشار في وقت سابق إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا كان من الممكن تفاديه، مشيرًا إلى أنه في فترة رئاسته، كان لدى بوتين احترام أكبر لما كان يقوله.
وفي تصريحاته، الخميس الماضي، عبّر ترامب عن اعتقاده بأن الرئيس الروسي لم يكن يعتزم غزو أوكرانيا بشكل تام، لكنه يعتقد أن الوضع الذي نحن فيه الآن كان بسبب التدخلات الغربية والموقف المتشدد للولايات المتحدة.
وبالرغم من تحذيرات بعض الخبراء الأمنيين حول خطر تصعيد النزاع إلى حدٍ قد يتطلب استخدام الأسلحة النووية، يظل بوتين متمسكًا بعدم الحاجة إلى هذه الأسلحة حاليا.
بوتين، الذي تولى السلطة في روسيا في نهاية عام 1999 بعد استقالة الرئيس بوريس يلتسين، هو الرئيس الأطول خدمة في الكرملين منذ جوزيف ستالين.
وبعد أكثر من عقدين في الحكم، أصبح بوتين رمزًا للاستقرار في نظر العديد من الروس الذين يرون فيه زعيمًا قادرًا على إعادة روسيا إلى مكانتها العالمية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991. في المقابل، يعتبره المعارضون ديكتاتورًا يعتمد على نظام سلطوي قوي.
في الفيلم الوثائقي الذي بثته التلفزيون الحكومي الروسي عن مسيرته السياسية، ظهر بوتين في صورة غير تقليدية وهو يلتقي مع أحد الصحفيين البارزين في الكرملين، حيث كشف عن بعض جوانب حياته الشخصية، مثل قصته عن صلاته العميقة بالديانة الروسية الأرثوذكسية، خاصة في أثناء أزمة احتجاز الرهائن في مسرح نورد-أوست في موسكو عام 2002.
على الرغم من التهديدات المستمرة من بوتين بشأن قوة روسيا وقدرتها على تحقيق أهدافها، يبقى الغرب في حالة من الترقب، حيث يضغط على موسكو لوقف الأعمال الحربية والتوصل إلى تسوية سياسية مع أوكرانيا.
وبينما يُصرُّ بوتين على أن روسيا قادرة على إنهاء الحرب بنتيجة تُرضي مصالحها، يبقى السؤال حول كيفية تطور النزاع في المستقبل قائما، في ظل التوترات المتزايدة بين القوى النووية الكبرى. بالرغم من تصريحاته الرافضة لاستخدام الأسلحة النووية، يبقى القلق قائمًا حول احتمالية التصعيد، خاصة في ظل إصرار كل من روسيا والغرب على مواقفهما المتباينة.