قال مسؤول إيراني مطلع على محادثات البرنامج النووي الإيراني مع الولايات المتحدة، التي تستأنف يوم السبت، إن إيران ترى أن برنامجها الصاروخي وليس تخصيب اليورانيوم هو العقبة الأكبر.
واتفق الجانبان في محادثات في روما الأسبوع الماضي على البدء في وضع إطار لحل المواجهة الطويلة بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقصف إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وقال المسؤول إن المفاوضين الإيرانيين غادروا روما مقتنعين بأن الولايات المتحدة قبلت موقف طهران بأنها لن تنهي برنامجها لتخصيب اليورانيوم بالكامل أو تتنازل عن كل اليورانيوم الذي خصبته بالفعل، لكن برنامجها الصاروخي لا يزال يشكل نقطة خلاف كبيرة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو هذا الأسبوع إن إيران ستضطر إلى وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل بموجب الاتفاق، واستيراد أي يورانيوم مخصب تحتاجه لتشغيل محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة لديها، بوشهر.
ووصف المسؤول الإيراني هذا بأنه “موقف إعلامي جديد”، وقال إنه لن يساعد في تقدم المفاوضات، وقال المسؤول إن “نقطة الخلاف الوحيدة المتبقية في المناقشات العامة والتفاهم المتبادل هي قضية الصواريخ”.
وأكد المسؤول موقف إيران الثابت بأنها لن تقدم أي تنازلات أخرى بشأن برنامجها الصاروخي تتجاوز تلك المتفق عليها في اتفاق سابق عام 2015، قائلًا إن القدرات الدفاعية الإيرانية “غير قابلة للتفاوض”.
وتخشى الدول الغربية من أن برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم قد ينتج مواد لصنع رأس حربي ذري وأنها تسعى إلى تطوير صاروخ باليستي يحمل رأسا نوويًا.
وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص فقط لتوليد الكهرباء واستخدامات مدنية أخرى، وأنها تخصب اليورانيوم كوقود لهذه الأغراض.
ونفت إيران سعيها إلى صنع صواريخ قادرة على حمل حمولات نووية، وقالت إن قدراتها الدفاعية لا يمكن أن تكون مفتوحة للتفاوض في أي محادثات بشأن برنامجها الذري.
وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن محادثات البرنامج النووي الإيراني، يوم السبت، ستعقد بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عبر مسؤول عماني سينقل الرسائل بينهما في مسقط.
وهذه هي الجولة الثالثة من المحادثات التي بدأت في وقت سابق من هذا الشهر في سلطنة عمان، قبل أن تنتقل إلى روما.
وقال ترامب يوم الجمعة إنه مستعد للقاء المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أو الرئيس مسعود بزشكيان وأنه يرى فرصة للتوصل إلى اتفاق.
خلال ولايته الأولى عام 2017، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، والذي فرض قيودًا على برنامج التخصيب الإيراني، إلى جانب نظام مراقبة، مقابل تخفيف العقوبات. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران سرّعت منذ ذلك الحين تخصيب اليورانيوم.
كما وضع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي أيد الاتفاق النووي لعام 2015 قيودا على برنامج الصواريخ الإيراني.
وأوضح المسؤول أن موقف إيران المتمثل في أنها لن تتجاوز متطلبات الاتفاق والقرار لعام 2015 يعني أنها “ستمتنع فقط عن بناء صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية كبادرة حسن نية”.
وقال عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين إن الجهود التي تبذلها بلدانهم لإثارة برنامج الصواريخ الإيراني في محادثات متقطعة على مدى الأشهر الأخيرة قوبلت بالرفض مرارًا وتكرارًا من جانب المسؤولين الإيرانيين الذين أصروا على أنه غير قابل للتفاوض.
وقال دبلوماسيون إن الدول الأوروبية اقترحت على المفاوضين الأمريكيين أن يتضمن الاتفاق الشامل قيودًا تمنع إيران من الحصول على أو الانتهاء من القدرة على وضع رأس نووي على صاروخ باليستي.