تتجه الأنظار نحو جولات دبلوماسية جديدة بين إيران والولايات المتحدة حول مشروع طهران النووي، ورغم ذلك، تكشف تقارير حديثة عن تحركات ميدانية إيرانية غير مسبوقة.
بدأت طهران في تعزيز التحصينات الأمنية حول منشآت نووية تقع داخل أنفاق عميقة أسفل جبل “كولانغ غاز لا”، ما يشير إلى تصعيد صامت قد يعقد المفاوضات الجارية بشأن برنامجها النووي.
وفقًا لتقرير صدر عن “معهد العلوم والأمن الدولي”، تُحيط إيران هذه المجمعات تحت الأرض بجدران عالية ومنشآت أمنية معقدة، في وقت تتهيأ فيه لعقد جولة ثالثة من المحادثات مع الولايات المتحدة حول تقليص تخصيب اليورانيوم.
وتثير هذه التحركات قلقًا دوليًا متصاعدًا، خاصةً مع استمرار طهران في رفض دخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تلك المواقع.
وأعربت الوكالة الدولية عن مخاوفها بشأن الاستخدام المحتمل لهذه المجمعات لتخزين اليورانيوم عالي التخصيب أو تشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة، وهو ما يمكن أن يقرب طهران من تصنيع سلاح نووي.
ومع ذلك، تُصر إيران على أن هذه المواقع لا تتطلب إخطارًا مسبقًا للوكالة طالما لم يتم إدخال مواد مشعة إليها بعد.
وفي الخلفية، لا يزال كيان الاحتلال يلمح إلى احتمال تنفيذ ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، بينما يُشدّد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو على أن أي اتفاق محتمل مع طهران يجب أن يضمن تفكيكًا كاملًا للبرنامج النووي.
أما الولايات المتحدة، فقد صعّدت بدورها من لهجتها، حيث نُقل عن الرئيس دونالد ترامب تهديده باستهداف إيران عسكريًا في حال تعثر المفاوضات.
تبني إيران المجمعات الجديدة على أعماق أكبر بكثير من منشأة “فوردو” القريبة من مدينة قم المقدسة، مما يزيد من صعوبة استهدافها عسكريًا.
تكشف الصور الفضائية التي التُقطت نهاية مارس الماضي عن مداخل مُحصنة وأعمال بناء جارية، في مؤشر على أن هذه المنشآت قد تُصبح جاهزة للعمل قريبًا.
وردًا على هذه التقارير، كتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي منشورًا على منصة “إكس” يتهم فيه إسرائيل و”جهات خاصة” بمحاولة عرقلة المسار الدبلوماسي.
وفي المقابل، لم تُبدِ إيران استعدادًا لتقليص أنشطتها، بل أكدت أن العمل مستمر لتعزيز التدابير الوقائية في منشآتها النووية.