كشفت نتائج برنامج تقييم الطلاب الدوليين (PISA) التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عن خارطة تعليمية جديدة تتصدرها دول شرق آسيا، حيث أظهرت البيانات تفوقًا ملحوظًا في مهارات القراءة لدى الطلاب في سن الخامسة عشرة.
التفوق الآسيوي وتصدر سنغافورة لمشهد القراءة
حصدت سنغافورة المركز الأول عالميًا بفارق شاسع عن أقرب منافسيها، حيث حقق طلابها متوسطًا بلغ 543 نقطة في مهارات القراءة.
ويعزو الخبراء هذا التفوق إلى نظام تعليمي صارم يركز على جودة المعلمين، والتدخل المبكر لدعم الطلاب المتعثرين، فضلًا عن المناهج المنظمة التي تعزز القدرة على فهم النصوص وتفسيرها.
تقيس الدرجات قدرة الطلاب على تطبيق مهارات فهم وتفسير النصوص في مواقف واقعية.
وجاءت اليابان وإيرلندا في المرتبتين الثانية والثالثة بمتوسط 516 نقطة لكل منهما، لتثبتا قدرتهما على المنافسة في مؤشر القراءة العالمي رغم الفوارق الجغرافية والثقافية.
وبحسب التقرير، فإن الأنظمة التعليمية في شرق آسيا، مثل تايوان وكوريا وماكاو وهونغ كونغ، تهيمن على قائمة الـ 11 الأوائل، مدعومة بمعايير وطنية متسقة ومشاركة أسرية قوية في العملية التعليمية.
وأبانت النتائج عن تموضع لافت للدول الناطقة بالإنجليزية في النصف العلوي من التصنيف، حيث قادت كندا هذه المجموعة بـ 507 نقطة، تلتها الولايات المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا والمملكة المتحدة.
وتعكس هذه الأرقام نجاحًا نسبيًا في تطبيق مهارات القراءة على مواقف الحياة الواقعية، وهو المعيار الأساسي الذي يرتكز عليه تقييم "بيزا" كل ثلاث سنوات.
وفي المقابل، سجلت دول شمال أوروبا مثل إستونيا وفنلندا أداءً قويًا يعكس الاستثمارات طويلة الأمد في رفاهية الطلاب وعدالة التعليم، حيث حلت إستونيا في المركز السادس عالميًا بـ 511 نقطة.
وتشير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن المتوسط العالمي للأداء يبلغ 476 نقطة، مما يضع هذه الدول في النطاق النخبة عالميًا، في حين تظل الاقتصادات الأوروبية الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا تحوم حول المتوسط العالمي أو فوقه بقليل.












