تمثّل الميزانية السعودية، التي بدأت بمبلغ 14 مليون ريال في عام 1352هـ، قصة صعود مالي وتنموي غير مسبوق في تاريخ المملكة.
وتأتي هذه القفزة، التي وثقتها وزارة المالية السعودية، لتظهر التطور الهائل في الهيكل الاقتصادي والمالي للدولة، متجاوزةً التريليون ريال في العصر الحديث.
نمو الميزانية السعودية تاريخيًا
تبرز البيانات التاريخية لوزارة المالية أن إعلان الميزانية السعودية الأولى كان في عام 1352هـ (الموافق لـ 1933م)، وبلغت قيمتها آنذاك 14 مليون ريال سعودي.
وأعلنت الوزارة هذه الميزانية في عهد الملك المؤسس، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حيث نُظمت أموال الدولة وأُسس الهيكل المالي.
وقفزت الميزانية في عام 2025م إلى نحو 1.2 تريليون ريال، وهو ما يمثّل تضاعفًا لقيمة الميزانية بحوالي 86 ألف ضعف منذ إعلانها الأول وحتى عام 2025.
ويركز المشهد الاقتصادي الحديث على تنويع مصادر الإيرادات، حيث أصبحت الميزانية السعودية في عام 2025 تعتمد على مصادر متنوعة وغير نفطية، إذ شكّلت الإيرادات "غير النفطية" ما يقرب من 50% من إجمالي الإيرادات.
ويظهر هذا التحول العميق في الهيكل المالي مدى التقدم في استراتيجيات التنمية الاقتصادية بعيدًا عن الاعتماد الأحادي على النفط.
كما واكب هذا التحول المالي تطور في كيانات وزارة المالية نفسها عبر التاريخ، فقد كانت في عام 1344هـ تعرف بـ "وزارة المالية"، وتغيرت في العام نفسه إلى "وكالة للمالية العامة" ثم إلى "مديرية للمالية العامة".
وفي عام 1424هـ، أصبحت تُعرف بـ "وزارة المالية والاقتصاد الوطني" قبل أن تعود إلى اسمها الحالي "وزارة المالية".
وتنتظر المملكة اليوم، الثلاثاء، عقد جلسة مخصصة لمجلس الوزراء لاعتماد الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 1447 / 1448هـ (2026م).
وكانت وزارة المالية قد أعلنت عن البيان التمهيدي لهذه الميزانية في سبتمبر الماضي، وذلك ترسيخًا لمبادئ الشفافية وتعزيز التواصل مع الأطراف المعنية.
ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي الإيرادات لعام 2026م نحو 1.147 تريليون ريال سعودي، على أن تتجاوز 1.294 تريليون ريال بحلول عام 2028م.
وفي المقابل، تُقدر النفقات لعام 2026م بنحو 1.313 تريليون ريال، لتصل إلى 1.419 تريليون ريال في عام 2028م.
ويُنتظر أن تسجل الميزانية السعودية لعام 2026م عجزًا بقيمة 166 مليار ريال، أي ما يمثل 3.3% من الناتج المحلي الإجمالي، مع توقع استمرار العجز بمستويات أقل في الأعوام المتوسطة.
