وجهت ليبيا رسالة شكر وعرفان إلى السعودية قيادةً وحكومةً وشعبًا، على خلفية الموقف الأخوي الذي قدمته المملكة أثناء كارثة إعصار دانيال، وهو ما يعكس، بحسب مسؤولين ليبيين، عمق العلاقات التاريخية والتضامن العربي الأصيل بين البلدين.
نموذج ليبيا في إعادة الإعمار
جاءت هذه الرسالة على لسان بلقاسم حفتر، مدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، خلال كلمته في منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار”، اليوم الأربعاء، حيث استعرض تجربة بلاده في الانتقال من التحديات والأزمات إلى مرحلة البناء والأمل.
وتوجه حفتر بالشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على ما وصفه بـ”موقفهم الأخوي الصادق ومساعدتهم العاجلة” أثناء الكارثة الإنسانية التي ضربت مدينة درنة في سبتمبر 2023، مؤكدًا أن هذا الدعم جسّد أسمى معاني التضامن العربي.
وأشار حفتر أن صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، الذي انطلق رسميًا في مطلع عام 2024، يقود اليوم واحدة من أكبر عمليات التنمية والإعمار في المنطقة، مستندًا إلى رؤية استراتيجية وطنية طويلة المدى تقوم على ثلاثة محاور أساسية هي: الاستقرار، والإنماء، والانفتاح على الشراكات الدولية.
وأوضح أن هذه الجهود تنطلق من إيمان راسخ بأن إعادة الإعمار ليست مجرد عملية هندسية أو مالية، بل هي مشروع وطني وإنساني شامل يهدف إلى بناء دولة قوية ومستقرة ومتقدمة.
وتمكن الصندوق، وفقًا لحفتر، خلال أقل من عامين من تنفيذ ما يزيد على ألفي مشروع تنموي في مختلف المدن والمناطق الليبية، شملت قطاعات حيوية تمس حياة المواطن بشكل مباشر، مثل البنية التحتية، وشبكات الطرق، والإسكان، والمرافق العامة، بالإضافة إلى قطاعات التعليم والصحة والطاقة.
وتأتي هذه المشاريع ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى بناء اقتصاد متوازن وتحقيق تنمية مستدامة في كل مدن ليبيا، التي تسعى لتجاوز آثار سنوات من عدم الاستقرار.
وقال “حفتر”: “تعد إعادة إعمار مدينة درنة والمناطق المجاورة لها من أبرز محطات مسيرة الصندوق، حيث تحولت المدينة، رغم فداحة الخسائر، إلى رمز للإرادة الوطنية والصمود، وشاهد على قدرة الليبيين على تحويل الألم إلى أمل، وهو ما يؤكد أن ليبيا تعيش اليوم مرحلة من الاستقرار الحقيقي الذي مكن من تحقيق هذا التقدم”.
وتأتي مشاركة ليبيا في النسخة التاسعة من منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار، الذي انطلقت جلساته المفتوحة اليوم الثلاثاء في الرياض تحت شعار “مفتاح الازدهار”، في سياق انفتاحها على الشراكات الدولية.
ويناقش المؤتمر، الذي يستمر حتى 30 أكتوبر، موضوعات حيوية مثل تأثير الذكاء الاصطناعي والتحولات الجيواقتصادية، مما يوفر منصة مهمة لعرض الفرص ورسم ملامح التعاون المستقبلي الذي تطمح إليه ليبيا.
