استهل الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعقار، المهندس عبدالله الحماد، كلمته في افتتاح القمة العالمية للبروبتك 2025 في الرياض، اليوم الأحد، بالتأكيد على أن المملكة تسير بخطى متسارعة نحو توطين التقنية العقارية وجذب الاستثمارات الدولية، مستعرضًا سلسلة من المبادرات النوعية التي تهدف إلى جعل المملكة مركزًا تقنيًا وعقاريًا عالميًا خلال السنوات المقبلة.

ووصف الحماد عام 2025 بأنه عام استثنائي في مسيرة الابتكار العقاري، مشيرًا أن القطاع يشهد تحولات جذرية تقودها حلول التقنية الحديثة ورؤية المملكة 2030 الطموحة، والتي تستهدف بناء سوق عقاري يتميز بالكفاءة والاستدامة، حيث أصبحت البيانات والذكاء الاصطناعي أدوات رئيسية للتخطيط وإدارة السوق.

أرقام عن ريادة السعودية العقارية في افتتاح القمة العالمية للبروبتك 2025

كشف الحماد عن أن مسرعة الأعمال في التقنية العقارية، التي أطلقتها الهيئة في عام 2024 بالتعاون مع البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات ومسرعة “ستارت أب وايز غايز” العالمية، نجحت في توطين 7 شركات تقنية أجنبية خلال 4 أشهر فقط، كما أسهمت في إغلاق جولات استثمارية تجاوزت قيمتها 37 مليون ريال سعودي، وهو ما يعكس جاذبية البيئة الاستثمارية السعودية.

وأعلن الرئيس التنفيذي أن الهيئة أطلقت البيئة التنظيمية التجريبية “ساندبوكس” وهي مبادرة استراتيجية تهدف إلى تمكين رواد الأعمال والمبتكرين من اختبار نماذج أعمالهم وحلولهم التقنية في بيئة آمنة ومرنة، تمهيدًا لاعتمادها وتوسيع نطاقها في السوق العقاري، مؤكدًا أن هذا التوجه يعزز التكامل بين القطاعين العام والخاص لدعم الشركات الناشئة.

وفي سياق متصل، أشار الحماد إلى حجم الفرص الهائلة في هذا القطاع، موضحًا أن سوق التقنيات العقارية العالمي “البروبتك” تجاوز حجمه 86 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى أكثر من 133 مليار دولار بحلول عام 2030.

وأضاف خلال حديثه في القمة العالمية للبروبتك أن هذا القطاع يعد من أسرع القطاعات نموًا في استقطاب استثمارات رأس المال الجريء، بمشاركة أكثر من 3500 مستثمر عالمي.

وبيّن أن المملكة توجه بوصلتها بقوة نحو استقطاب جزء من هذه الاستثمارات العالمية، من خلال توطين التقنيات وتمكين الشركات المحلية الناشئة من تحويل أفكارها إلى منتجات ذات جدوى اقتصادية، مؤكدًا أن السعودية تمتلك بنية تحتية متكاملة وجاهزية تنافسية عالمية لتحقيق هذا الهدف، مدعومة بمشروعات كبرى مثل المنطقة السحابية الوطنية ومراكز البيانات العملاقة.

وشدد على أن التقنية لم تعد خيارًا، بل أصبحت لغة البناء ومنهج التخطيط منذ انطلاق رؤية المملكة، وهو ما تجسد في مدن ذكية واقتصاد رقمي وسوق عقاري حديث.

وأوضح أن هذا التحول النوعي يقوده جيل سعودي مبدع قادر على تحويل الأفكار إلى مشاريع والتقنيات إلى حلول عملية تسهم في تنويع الاقتصاد الوطني.

ولفت الحماد أن جهود الهيئة لم تقتصر على ذلك، بل شملت إطلاق مركز “بروبتك السعودية” ليكون منصة للنمو التقني، بالإضافة إلى تنظيم “هاكاثون عقارثون” الذي شهد مشاركة أكثر من 140 متسابقًا.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن شعار القمة العالمية للبروبتك “الابتكار لمستقبل مستدام” يجسد رؤية المملكة في جعل التقنية وسيلة لتحقيق أثر اقتصادي وإنساني دائم، مضيفًا أن اختيار “سدايا” لرئاسة الشبكة العالمية للهيئات الإشرافية على الذكاء الاصطناعي التابعة لليونسكو، يؤكد ثقة العالم بقدرة المملكة على قيادة المشهد التقني.

وأكد أن السعودية اليوم لا تواكب المستقبل فحسب، بل تصنعه انطلاقاً من القمة العالمية للبروبتك.