النفايات الإلكترونية خطر صامت… هذه الدول هي الأكثر إنتاجًا!

أكتوبر ١٧, ٢٠٢٥

شارك المقال

النفايات الإلكترونية خطر صامت… هذه الدول هي الأكثر إنتاجًا!

يتخلص السكان في العالم سنويًا من ملايين الأجهزة الكهربائية والإلكترونية التالفة، هذه الأجهزة تسمّى النفايات الإلكترونية، لكن الأمر ليس بهذه البساطة، فهذه النفايات تُشكل خطرًا على الصحة والبيئة إذا لم يتم التخلص منها وإعادة تدويرها بشكل صحيح.

تشمل العناصر الشائعة في مجاري النفايات الإلكترونية أجهزة الكمبيوتر، والهواتف المحمولة، والأجهزة المنزلية الكبيرة، والمعدات الطبية.

تُعاد تدوير ملايين الأطنان من النفايات الإلكترونية باستخدام أنشطة غير سليمة، بالإضافة إلى تخزينها في المنازل والمستودعات، وإلقائها، أو تصديرها بشكل غير قانوني.

وفقًا لأحدث البيانات من Global E-Waste Monitor، تم إنتاج 62 مليار كيلوجرام من النفايات الإلكترونية في العالم عام 2022، ولم يتم جمع وإعادة تدوير سوى 22.3% فقط من هذه النفايات.

كما توضح البيانات اختلاف كميات النفايات الإلكترونية المنتجة للفرد الواحد في آسيا بشكل كبير يختلف من دولة إلى أخرى؛ ففي حين أنتجت كمبوديا حوالي 25 ألف طن من النفايات الإلكترونية في 2022، أي ما يعادل 1.5 كجم لكل فرد، أنتجت هونج كونج نحو 161 ألف طن، أي ما يقارب 22 كجم للفرد الواحد، مما جعلها من أكبر منتجي النفايات الإلكترونية للفرد في آسيا.

وكانت اليابان قريبة خلفها، حيث أنتجت نحو 21.2 كجم من النفايات الإلكترونية لكل شخص في نفس العام.

وتُعد النفايات الإلكترونية قضية متزايدة عالميًا: فقد ارتفعت كمية النفايات الإلكترونية المنتجة عالميًا بمعدل 2.3 مليار كجم سنويًا منذ عام 2010.

نطاق المشكلة

تُعد النفايات الإلكترونية واحدة من أسرع أنواع النفايات الصلبة نموًا في العالم؛ ففي عام 2022، كان أقل من ربع النفايات الإلكترونية المنتجة عالميًا معروفًا بأنها أعيد تدويرها بشكل رسمي، إلا أن تدفقات النفايات الإلكترونية تحتوي على موارد قيمة ومحدودة يمكن إعادة استخدامها إذا تم تدويرها بالشكل الصحيح.

لذلك، أصبحت النفايات الإلكترونية مصدر دخل مهم للأفراد وبعض المجتمعات.

ويواجه الأشخاص الذين يعيشون في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، وخاصة الأطفال، أكبر المخاطر الناتجة عن النفايات الإلكترونية، وذلك بسبب نقص اللوائح والتنظيمات المناسبة، وضعف البنية التحتية لإعادة التدوير.

ورغم وجود لوائح دولية تهدف إلى التحكم في نقل النفايات الإلكترونية من دولة إلى أخرى، فإن انتقالها عبر الحدود إلى الدول منخفضة ومتوسطة الدخل مستمر، وغالبًا بشكل غير قانوني، بحسب ما أكدته منظمة الصحة العالمية.

وتُعتبر النفايات الإلكترونية نفايات خطرة لأنها تحتوي على مواد سامة ويمكن أن تنتج مواد كيميائية ضارة عند إعادة تدويرها بشكل غير صحيح. العديد من هذه المواد السامة معروف عنها أو يشتبه بأنها تسبب أضرارًا لصحة الإنسان، ويشمل بعضها ضمن عشرة مواد كيميائية تهم الصحة العامة، مثل الديوكسينات، الرصاص والزئبق.

خطورة النفايات الإلكترونية

تحتوي الأجهزة الكهربائية والإلكترونية على العديد من المواد السامة المختلفة، ومن غير المحتمل أن يتعرض المستخدمون لهذه المواد أثناء عمل الأجهزة بشكل طبيعي. ولكن عندما تتحول هذه الأجهزة إلى نفايات، يمكن أن تنطلق تلك المواد السامة إلى البيئة إذا جرى التعامل مع الأجهزة بطرق وممارسات غير سليمة بيئيًا.

وهناك العديد من الممارسات الخطرة في مواقع معالجة النفايات الإلكترونية، من بينها:

  • جمع النفايات بطريقة بدائية
  • رمي النفايات في اليابسة أو في المسطحات المائية
  • طمرها مع النفايات العادية
  • الحرق أو التسخين في الهواء الطلق
  • استخدام الأحماض لاستخلاص المعادن
  • تجريد وتمزيق الطلاءات البلاستيكية
  • التفكيك اليدوي للمعدات

هذه الأنشطة خطرة على البيئة والصحة العامة لأنها تطلق ملوثات سامة تلوث الهواء والتربة والغبار والمياه في مواقع إعادة التدوير والمناطق المجاورة. ويُعتبر الحرق والتسخين في الهواء الطلق من أكثر الممارسات خطورة بسبب الأبخرة السامة الناتجة عنها.

وبمجرد انطلاق هذه الملوثات في البيئة، يمكنها الانتقال لمسافات طويلة عن مصدر التلوث، مما يؤدي إلى تعرض أشخاص في مناطق بعيدة للمواد السامة الخطرة.

الأطفال في دائرة خطر

يُعد الأطفال والنساء الحوامل أكثر الفئات ضعفًا أمام تأثيرات الملوثات الخطرة الناتجة عن إعادة تدوير النفايات الإلكترونية بطرق غير رسمية، وغالبًا ما يُشارك الأطفال في جمع وفرز النفايات، وحرق المخلفات الإلكترونية، وتفكيك الأجهزة يدويًا إلى مكوناتها الأساسية.

وفي بعض الدول، يُستخدم الأطفال كمصدر لليد العاملة الرخيصة، كما تمنحهم أيديهم الصغيرة ميزة في تفكيك الأجزاء الدقيقة من الأجهزة.

تعرّض هذه الأنشطة الأطفال بشكل مباشر للإصابات ولمستويات مرتفعة من المواد السامة. ويُعتبر العمل في جمع النفايات عملاً خطيرًا وتعدّه منظمة العمل الدولية (ILO) أحد أسوأ أشكال عمالة الأطفال.

وفي عام 2020، قدّرت المنظمة أن هناك نحو 16.5 مليون طفل حول العالم يعملون في القطاع الصناعي، ويُعد معالجة النفايات أحد فروع هذا القطاع، لكن لا توجد أرقام دقيقة عن عدد الأطفال الذين يشاركون في إعادة تدوير النفايات الإلكترونية بطرق غير رسمية.

وتُطلق أنشطة إعادة التدوير غير السليمة مواد كيميائية سامة يمكن أن تعبر مشيمة الحوامل كما أنها تلوث حليب الأم.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى ارتفاع المخاطر الناتجة عن النفايات الإلكترونية على الأطفال؛ لضعف مناعتهم واختلاف طبيعة أجسامهم عن البالغين.

إن التغيرات التي تصيب الأجهزة النامية لدى الأطفال قد تسبب أضرارًا لا يمكن إصلاحها مدى الحياة.

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech