أكد رئيس مجلس هيئة السوق المالية، محمد القويز، أن الأكاديمية المالية تلعب دورًا محوريًا كمحرك لتمكين الكفاءات الوطنية ومسرع لتوطين المهارات المتقدمة؛ لمواكبة الزخم الاقتصادي الكبير والتوسع الذي تشهده مختلف القطاعات في المملكة.
وشدد القويز، في كلمته خلال ملتقى الأكاديمية المالية 2025 الذي عُقد اليوم الأربعاء، على أن الاقتصاد الحديث لم يعد يعتمد على الموارد الطبيعية فحسب، بل على رأس المال البشري والذهني، وهو ما يجعل دور الأكاديمية حيويًا في خلق بيئة معرفية تقود الممارسات العالمية.
كشف القويز عن تحقيق الأكاديمية المالية قفزات نوعية منذ تأسيسها في عام 2020، حيث تجاوز عدد المستفيدين من برامجها التدريبية حاجز 120 ألف متدرب ومتدربة ينتمون لأكثر من 700 جهة ومؤسسة مالية.
وأضاف أن عدد الشهادات المهنية التأهيلية التي قدمتها واستضافتها الأكاديمية قد فاق 200 ألف شهادة، مما يعكس حجم الإقبال والثقة في مخرجاتها، ولم يقتصر نجاحها على الأرقام فقط، بل امتد جغرافيًا ليشمل تنفيذ برامج تدريبية في أكثر من 10 مدن داخل وخارج المملكة، مع تعزيز التنوع عبر التعاون مع أكثر من 50 جهة تدريبية مرموقة.
وفي إطار استراتيجيتها لدعم المحتوى المحلي وتطوير الخبرات الوطنية، أوضح القويز أن نسبة الخبراء السعوديين من مقدمي البرامج التدريبية في الأكاديمية المالية بلغت قرابة 50%، مؤكدًا أن هذا التوجه لا يهدف فقط إلى تطوير قدرات المتدربين، بل يشمل تمكين المدربين والمعلمين السعوديين أيضًا.
ولمواكبة التحولات المتسارعة التي يشهدها القطاع المالي عالميًا، خاصة مع ثورة الذكاء الاصطناعي والتقنية المالية والتمويل المستدام، أشار القويز إلى أن الأكاديمية المالية قد طورت هذا العام 10 برامج نوعية جديدة، صُممت خصيصًا لتلبية الاحتياجات المستجدة للقطاع وضمان جاهزية رأس المال البشري السعودي للمستقبل الرقمي.
وامتد دور الأكاديمية المالية ليشمل بناء بيئة معرفية رصينة تسهم في صياغة توجهات القطاع، وفي هذا الإطار، أصدرت الأكاديمية حتى الآن 8 تقارير متخصصة في مجال تطوير القدرات البشرية، والتي حظيت باهتمام واسع تجاوز 2.5 مليون زيارة.
وأعلن القويز إطلاق تقرير نوعي جديد بعنوان “التعاقب الوظيفي في القطاع المالي: التحديات والحلول”، ليكون أداة علمية تدعم المؤسسات في ضمان استمرارية القيادة والأعمال.