يعكس التبادل التجاري بين السعودية وباكستان عمق العلاقات الاقتصادية الراسخة بين البلدين، والتي تتجه نحو مزيد من النمو والتطور في ظل حرص قيادتي البلدين على تعزيزها.
وتأتي زيارة رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف إلى الرياض وعقده مباحثات رسمية مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اليوم الأربعاء، لتؤكد هذا التوجه، وتضع الملف الاقتصادي على رأس أولويات التعاون المشترك، مستندة إلى أرقام تجارية قوية بلغت قيمتها الإجمالية 85 مليار ريال خلال السنوات الخمس الماضية.
تظهر البيانات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء مسارًا تصاعديًا في حجم التبادل التجاري بين السعودية وباكستان، حيث قفز من 9.1 مليار ريال في عام 2020 إلى ذروته في عام 2022 مسجلًا 21.6 مليار ريال، قبل أن يستقر عند 18.4 مليار ريال في عام 2024.
وتكشف الأرقام بوضوح أن الميزان التجاري يميل بشكل كبير لصالح المملكة، إذ تشكل الصادرات السعودية، ومعظمها منتجات نفطية وبتروكيماوية، الجزء الأكبر من حجم التبادل، بينما تسعى باكستان لزيادة حجم وارداتها إلى السوق السعودي.
يأتي هذا النمو في الأرقام التجارية بالتوازي مع حراك دبلوماسي رفيع المستوى، حيث تهدف المباحثات الرسمية بين ولي العهد ورئيس الوزراء الباكستاني إلى المضي قدمًا في مشروعات التعاون الثنائي والبناء على الشراكة القائمة.
وتهدف الزيارة، التي وُصفت بأنها تأتي لتعزيز العلاقات الثنائية، إلى استكشاف فرص جديدة لزيادة حجم التبادل التجاري بين السعودية وباكستان وتنويعه ليشمل قطاعات غير نفطية، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمارات المتبادلة في مجالات حيوية.
وينظر المحللون إلى هذه اللقاءات كفرص لتسريع وتيرة التعاون الاقتصادي، وفتح آفاق أوسع أمام الشركات في كلا البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم النمو الاقتصادي.
