أسدل المدافع الفرنسي صامويل أومتيتي، بطل العالم 2018 ونجم برشلونة السابق، الستار على مسيرته الكروية بشكل مفاجئ وهو في عمر 31 عامًا، بالتزامن مع انطلاق الموسم الكروي 2025-2026، في قرار يعكس قصة مأساوية لموهبة فذة صعدت إلى قمة المجد العالمي، قبل أن تهوي بفعل إصابة مزمنة في الركبة، كانت هي نفسها ثمن تلك اللحظة التاريخية التي لن ينساها الفرنسيون.
ويمثل اللاعب قصة لاعب وصل إلى حلمه الأكبر، لكن جسده لم يعد قادرًا على مجاراة طموحه، ليترك خلفه إرثًا من الألقاب ولحظات لا تُنسى، ممزوجة بحسرة على سنوات كان من الممكن أن تكون أكثر عطاءً.
وصلت مسيرة أومتيتي إلى ذروتها المطلقة في صيف عام 2018 في روسيا، حين شكل إلى جانب رافائيل فاران ثنائيًا دفاعيًا صلبًا قاد منتخب فرنسا للتتويج بكأس العالم للمرة الثانية في تاريخه، ولم يقتصر دوره على الدفاع، بل سجل اسمه في تاريخ البطولة بهدف الفوز الحاسم برأسه في مباراة نصف النهائي ضد بلجيكا، وهو الهدف الذي فتح لبلاده أبواب المباراة النهائية.
لكن هذا المجد كان له ثمن باهظ، فخلال موسم 2017-2018 مع برشلونة الذي سبق المونديال، بدأت معاناة أومتيتي مع آلام في الركبة، وفي قرار مصيري، فضل تأجيل الخضوع لعملية جراحية واللعب متحاملًا على الألم لمساعدة برشلونة على الفوز بالدوري الإسباني، ومن ثم المشاركة في كأس العالم.
ورغم تحقيقه للحلم العالمي، إلا أن تلك التضحية كانت بداية النهاية، حيث تحولت إصابته إلى تلف مزمن في غضروف الركبة، لم يتعاف منه أبدًا.
ومنذ ذلك الصيف التاريخي، لم يتمكن أومتيتي من استعادة مستواه، حيث لم يلعب أكثر من 18 مباراة في أي موسم مع برشلونة، وتراجعت مسيرته بشكل حاد.
ورغم محاولاته العلاجية، بما في ذلك حقن البلازما، انتهى به الأمر معارًا إلى ليتشي الإيطالي، قبل أن ينهي عقده مع برشلونة بالتراضي في 2023، وينتقل إلى ليل الفرنسي الذي لم يشارك معه سوى في 13 مباراة على مدار موسمين قبل إعلان اعتزاله.
ولخص مدرب منتخب فرنسا، ديدييه ديشامب، قصة تضحيته بالقول: “إذا فزنا بكأس العالم، فعلينا أن نشكره… أعرف كل التضحيات التي قدمها للمنتخب الوطني”.
ويترك أومتيتي كرة القدم بعد مسيرة حافلة بالأرقام، حيث خاض 362 مباراة مع الأندية التي لعب لها، أبرزها 170 مباراة مع ناديه الأم أولمبيك ليون، و133 مباراة مع برشلونة، فاز خلالها بسبعة ألقاب كبرى، من بينها لقبان للدوري الإسباني وثلاثة ألقاب لكأس الملك.
أما دوليًا، فقد ارتدى قميص منتخب فرنسا الأول في 31 مباراة سجل خلالها 4 أهداف، أبرزها هدفه الخالد في نصف نهائي المونديال.