باتت الخدمات السحابية المحرّك الرئيسي الذي يدعم المنصات الرقمية والتطبيقات الذكية في عصر الاقتصاد الرقمي، بدءًا من شبكات التواصل الاجتماعي وصولًا إلى أنظمة الأعمال المتقدمة. ويهدف هذا العرض إلى توضيح الحصة السوقية لأكبر مزوّدي الخدمات السحابية حول العالم، وإبراز الشركات التي تسيطر على هذه الصناعة العملاقة التي تتخطى قيمتها تريليون دولار.
وتُظهر البيانات – المأخوذة من منصة Statista – حجم الإيرادات التي يحققها كل مزوّد، إضافةً إلى موقعه في سوق الخدمات السحابية. ويعكس التقرير نتائج الربع الثاني من عام 2025، استنادًا إلى الإيرادات التي تم تسجيلها خلال تلك الفترة.
لا تزال شركة Amazon Web Services (AWS) في موقع الصدارة، إذ تستحوذ على نحو 30% من سوق الخدمات السحابية، بإيرادات فصلية تقارب 30 مليار دولار. وعند النظر إلى الأداء السنوي، فإن هذه العوائد تصل إلى نحو 120 مليار دولار، وهو رقم يتجاوز إجمالي إيرادات شركات عالمية كبرى مثل نايكي وديزني وكوكاكولا. وتقدّم AWS حزمة واسعة من حلول البنية التحتية، بما يشمل الحوسبة، التخزين، قواعد البيانات، وأدوات التطوير.
وتأتي مايكروسوفت أزور في المركز الثاني بحصة سوقية تبلغ 20%، وهو ما يعادل ما يقرب من 19.8 مليار دولار من الإيرادات في الربع الواحد. وتشير التقديرات إلى أن خدماتها تنمو بمعدل 33% سنويًا، ويرجع ذلك إلى دمجها العميق مع برمجيات المؤسسات، إلى جانب تقديمها خيارات السحابة الهجينة وأدوات الذكاء الاصطناعي. ويُعتبر التعاون مع OpenAI أحد أبرز عوامل تعزيز مكانة أزور في سوق الخدمات السحابية.
رغم هيمنة الشركات الأمريكية، فإن السوق لا يخلو من المنافسة الصينية؛ إذ تستحوذ كلا من علي بابا وتينسنت مجتمعتين على نحو 6% من سوق الخدمات السحابية. وتبقى “علي بابا كلاود” اللاعب الأقوى في آسيا، رغم ما تواجهه من تحديات تنظيمية وجيوسياسية خارج حدودها. أما الشركات الأخرى مثل أوراكل، وسيلزفورس، وآي بي إم، فتتمتع بحصص تتراوح بين 2% و3%، ما يمنحها موطئ قدم في قطاعات محددة أو أسواق إقليمية معينة. ورغم محدودية حصتها، فإنها لا تزال تساهم في إثراء مشهد الخدمات السحابية العالمي بخدمات متخصصة.
