تحوّل حلم امتلاك منزل في كبرى مدن العالم إلى تحدٍ عسير، بعدما واصلت أسعار العقارات الارتفاع بوتيرة تفوقت كثيرًا على مستويات الدخل خلال العقود الأخيرة. ودفع هذا التفاوت الكبير بين الدخل والأسعار بالقدرة الشرائية إلى مستويات غير مسبوقة في تدنيها.
وبحسب ما نشره موقع Visual Capitalist فإنه تم ترتيب أغلى أسواق الإسكان حول العالم، استنادًا إلى معيار نسبة متوسط سعر المنزل إلى متوسط الدخل. وقد جرى إعداد هذا التصنيف وفقًا لبيانات تقرير ديموغرافيا الدولي لعام 2025 الخاص بقياس القدرة على تحمل تكاليف السكن. وغطي التقرير 94 سوقًا عقارية رئيسية على مستوى العالم، مع إبراز المناطق التي يواجه سكانها أكبر العقبات في امتلاك مساكن.
ما زالت هونغ كونغ تتربع على رأس القائمة كأغلى سوق إسكان عالمي، إذ تصل نسبة سعر المنزل إلى الدخل هناك إلى 14.4 ضعفًا. بعبارة أخرى، يحتاج المواطن إلى ما يعادل دخل 14 عامًا تقريبًا لشراء منزل متوسط. ويعود هذا الوضع إلى شح الأراضي المتاحة للبناء وتزايد الطلب المدفوع برأس المال الدولي، ما يجعل الأسعار بعيدة عن متناول معظم السكان. وبرغم السياسات الحكومية الرامية لزيادة المعروض، فإن أوضاع القدرة الشرائية شهدت مزيدًا من التدهور خلال السنوات العشر الأخيرة.
وضمن قائمة الأسواق الأكثر تكلفة أيضًا، برزت عدة مدن من الساحل الغربي لأمريكا الشمالية مثل: فانكوفر، سان خوسيه، لوس أنجلوس، هونولولو، سان فرانسيسكو، وسان دييغو. وتتقاطع هذه المدن في عدة عوامل، أبرزها قوة الطلب، والقيود الطبيعية والجغرافية التي تحد من التوسع العمراني، بالإضافة إلى محدودية المشاريع السكنية الجديدة، وهو ما دفع نسب الأسعار إلى الدخول في نطاق يتراوح بين 9 و12 ضعفًا لمتوسط الدخل السنوي. فعلى سبيل المثال، تبلغ النسبة في لوس أنجلوس 11.2 ضعفًا، ما يجعل امتلاك المنازل شبه مستحيل بالنسبة لشريحة واسعة من الأسر متوسطة الدخل.