كشف استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسسة “غالوب” عن تراجع كبير في دعم الأمريكيين للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث لم يعد يؤيدها سوى ثلث البالغين في الولايات المتحدة، وهو انخفاض حاد مقارنة ببداية الحرب عندما وافق نصف الأمريكيين تقريبًا على تحركات الكيان المحتل.
ويأتي هذا التغير في الرأي العام مصحوبًا بتسجيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أدنى مستويات شعبية له في أمريكا منذ نحو ثلاثة عقود.
يُظهر الاستطلاع، الذي أُجري في الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجاري، أن حوالي 6 من كل 10 أمريكيين (60%) يعارضون الآن العملية العسكرية الإسرائيلية، وهي زيادة ملحوظة عن نسبة 45% التي سُجلت في نوفمبر 2023.
ويقود تزايد الرفض بشكل أساسي التيارات الديمقراطية والمستقلة، التي أصبحت أقل ميلاً بكثير لتأييد الإجراءات الإسرائيلية مقارنة بالأسابيع التي تلت هجوم حماس في السابع من أكتوبر.
في المقابل، لا يزال الجمهوريون داعمين بقوة للعمليات العسكرية الإسرائيلية ولرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتعلق ميغان برينان، كبيرة المحررين في غالوب، على هذه النتائج قائلة: “لقد شهدنا هذا الانخفاض في التأييد منذ الخريف الماضي، وهو مدفوع حقًا بالديمقراطيين والمستقلين، بينما لا يزال الجمهوريون على استعداد لدعم إسرائيل في الوقت الحالي”.
يكشف الاستطلاع أيضًا عن فجوة عمرية واسعة، حيث يُظهر شاب واحد فقط من بين كل 10 شبان تحت سن 35 عامًا تأييده للخيارات العسكرية الإسرائيلية، مقارنة بنحو نصف من هم في سن 55 عامًا أو أكبر.
على صعيد آخر، وصلت نظرة الأمريكيين إلى بنيامين نتنياهو إلى أدنى مستوياتها تاريخيًا، فقد عبّر حوالي 52% من البالغين في الولايات المتحدة عن رأي سلبي تجاهه، بينما ينظر إليه 29% فقط بإيجابية.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تسجل فيها أغلبية من الأمريكيين رأيًا سلبياً تجاهه منذ أن بدأت “غالوب” استطلاع الآراء حوله عام 1997.
وينقسم هذا الرأي أيضًا على أسس حزبية، حيث ينظر إليه حوالي ثلثي الجمهوريين بإيجابية، مقابل شخص واحد فقط من كل 10 ديمقراطيين.
ورغم أن استطلاعًا آخر أجرته وكالة أسوشيتد برس أظهر أن 55% من الأمريكيين لا يوافقون على طريقة تعامل الرئيس دونالد ترامب مع الوضع في الشرق الأوسط، إلا أنه لا يواجه نفس الضغط الذي واجهه سلفه جو بايدن، وذلك بفضل الدعم القوي من قاعدته الجمهورية، حيث يوافق 8 من كل 10 جمهوريين على إدارته للملف.